البيولوجيا وعلوم الحياة

دراسة عملية الازدراع

2013 لمن الرأي في الحياة؟

جين ماينشين

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيولوجيا وعلوم الحياة

برز من الزرع نهج بحوث جديد. إذا كان يمكن زرع أجزاء من كائن حي نامٍ في كائن حيّ آخر، فلماذا لا يُزرع نسيج من كائن حيّ في وسط زرع منفصل؟

اتبع روس هاريسون هذا النهج بزرع الأنسجة خارج الجسم للمرة الأولى. وشملت محاولته الأولى نزع خلايا الأرومة العصبية لضفدع، وهي الخلايا التي تنتج الأعصاب عادة. ثم وضع هذه الخلايا في وسط من لمف الضفدع، معتقداً أن ذلك سيكون بيئة ملائمة بقدر معقول. سأل هاريسون "ماذا يحدث لو فعلت ذلك"؟ أو "إذا تطوّر ليف العصب خارج الجسم، فماذا يخبر ذلك عن التطوّر السوي"؟

عندما تمكّن في الواقع من إنتاج ظروف الزرع المطهّرة بقدر معقول، تطوّر الليف. ونما على نحو جيد في الوسط المحيط وبدا، وفقاً لتفسير هاريسون، كما لو كان في الظروف السوية.

كان ذلك رائعاً: منح ازدراع الخلايا والأنسجة لتنمو خارج الجسم الباحث فرصة الوصول إلى ما يحدث عادة ولا تمكن رؤيته.

بلغت الخلايا أليافها ونمت هناك في ضوء النهار الصريح حيث تمكن مراقبة ما تقوم به. وإذا أنتج ذلك بطريقة تجريبية عملية تماثل التطوّر السوي حقاً، فإنه أداة بحث قوية في متناول اختصاصيي الأجنّة.

وقد كان الأمر كذلك مع أنه لزم الباحثون عقوداً من الزمن ليدركوا إمكاناتها وإنتاج التقنيات ويصقلوا الأسئلة بالقدر الكافي للاستفادة من احتمالاتها. كما أن زرع الأنسجة كان أكثر أهمية للطب بصورة مباشرة.

ومع أن هاريسون نفسه قرّر متابعة البحوث الجنينية التجريبية بدلاً من مواصلة زرع الأنسجة، فإن آخرين تابعوا عمله – مثل ألكسيس كاريل (Alexis Carrel) الذي نال جائزة نوبل في النهاية تقديراً لمساهماته. وقد نُظر في منح هاريسون جائزة نوبل، لكن الحرب العالمية الأولى جاءت ولم تمنح الجائزة لأسباب سياسية.

 

بلغ علم الأجنّة التجريبي كثافة حيوية في النشاط في العقود الأولى من القرن العشرين. وتوسّعت البيوولوجيا المؤسسية، وبخاصة في الولايات المتحدة، حيث انضمّ مزيد من اختصاصيي البيولوجيا إلى دراسة التطوّر.

وعندما اجتذبت التطبيقات الطبية التمويل، من خلال مؤسسة روكفلر ومؤسسة كارنيجي، بالإضافة إلى الجامعات مثل جامعة شيكاغو، توسّعت أيضاً أنواع الأسئلة المطروحة وبرامج الأبحاث المتبعة. وكان لعلم الأجنّة مكانه باعتباره مجالاً في الكليات الطبية، حيث يفيد في دراسة أسباب المشاكل الباثولوجية، والإجهاضات، والتشوّهات على سبيل المثال.

وكان لعلم الأجنّة التجريبي مكان أيضاً في العلوم البيولوجية، باعتباره الدراسة التجريبية للسؤال الذي طرحه أرسطو أولاً: كيف يصبح غير المتشكّل متشكّلاً؟

عندما استبعد الباحثون خارج فريق رو الصغير في ألمانيا نظرية وايزمان ورو عن الجبلة الإنتاشية، تجاهل اختصاصيو الأجنّة التجريبيون الأميركيون والبريطانيون تفاصيل الوراثة إلى حدّ كبير. صحيح أن البيضة موروثة، وكذلك النطفة، وهو أمرّ مسلّم به، لكن لا يمكن القيام بالكثير لدراسة الطريقة التي تؤدي بها الوراثة إلى التطوّر دراسة مباشرة، كما أن تخصيص كثير من القيمة السببية للجينات يضمر رأي دعاة التشكّل المسبق الذي يرفضه اختصاصيو الأجنّة.

لذا عندما أصبح علم الوراثة حقلاً دراسياً في أعقاب سنة 1910، تجاهله اختصاصيو الأجنّة التجريبيون إلى حدّ كبير لمدة عقود. وفي أواخر خمسينات القرن العشرين، لم يجد هاريسون في جامعة يال حاجة كبيرة إلى اختصاصي وراثيّات في كلية البيولوجيا. ولم يجد سبيمان حاجة إليه في ألمانيا أيضاً.

لكن في ستينات القرن العشرين، بدا نهجهم قصير النظر مهما كان مقدار ألمعيته. ولا شك اليوم أنه ما من اختصاصي أجنّة يمكن أن يفكّر في تجاهل اختصاصيي الوراثيات. فماذا حدث في العقود التي تخلّلت ذلك؟

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى