التاريخ

خيّبات الأمل التي مرّ بها “هوك” والجدال الحاصل بينه وبين العلماء الآخرين

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

خيبات العالم هوك جدال هوك والعلماء التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

خصام العلماء

في عام 1677 مات "أولنبرج" وعُيَّن هوك بدلاً منه سكرتيراً للجمعية الملكية. ولم يلبث أن كتب إلى نيوتن يطلب منه أن يقدم للجمعية بحثاً من بحوثه.

كان الجدل قد استعر بين العالمين من قبل حول طبيعة الضوء، وكان أولدنبرج يؤجَّج نار الخلاف بين هوك ونيوتن، غير أن خطاب هوك الآن كان ودياً .ولِمَ لا؟ ألم يمت العاذل؟!.

وتبودلت الرسائل الهادئة بين العالمين، ولكن سرعان ما عاد العداء بينهما من جديد. كان هوك قد نشر في عام 1674 القواعد الثلاث التالية:

1- لكافة الأجرام جاذبية تتجه نحو مركزها.

2- تستمر كافة الأجسام في الحركة في خطٍ مستقيمٍ إلا إذا تعرضت لجذب قوة أخرى.

3- تتناقص قوة الجذب بازدياد المسافة وفقا لقانون معين ( لم يعرفه هوك وقتئذ). وكان نيوتن قد توصِّل إلى هذه النتائج أيضاً بنفسه ولم ينشرها أو يفصح عنها ، مما يؤكد أن هوك توصل إليها- مستقلا تماما- عن نيوتن.

 

وفي  عام 1680 كتب هوك إلى نيوتن يسأله عن المدار الذي تتخذه الكواكب على افتراض أن قوة الجاذبية تتناسب عكسياً مع مربع المسافة.

ولو أن هوك قد تمكَّن بنفسه من استخلاص النتائج الرياضية لقواعده تلك بخصوص مدارات الكواكب، لحل بذلك المشكلة العظيمة التي يرجع إلى نيوتن فضل حلها ، مشكلة النظام الشمسي.

كم اقترب هوك من الهدف الكبير، ولكن الحظ لم يحالفه إلى النهاية .. قلة حظ ! .

 

وعندما علم هو أن كتاب "المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية " لنيوتن، الذي صدر بعد ذلك بسنواتٍ ست، يحتوي على عرض للنظام الشمسي على أساس من القواعد التي سبق لهوك نفسه نشرها، دون أي إشارة له ، تضايق كثيرا.

إنه لم يكن يطلب أكثر من مجرد الإشارة إلى أعماله في هذا الصدد، غير أن نيوتن، وكان بدوره سريع التهيج، رد على ملاحظة هوك بعدم ذكر اسمه لا في "المبادىء" ولا في "الظواهر الضوئية" الذي نشره بعد وفاة هوك.

إن هوك الذي كانت تنقصه الكياسة، ولا تنقصه العبقرية، ليستحق منا العطف والتعاطف.

 

خيبة أمل … ثالثة !

ألا ما أقسى خيبة الأمل وخصوصاً عندما تكرر!.

لقد سبق بويل هوك مرة في تسجيل قانونه، كما سبقه نيوتن في نشر نظريته . وتلك مرة ثالثة يخيب فيها الأمل.

لقد أدّى اختبار هوك الدقيق للزنبرك إلى اختراع الساعة. وكانت الساعة "البندولية" مستخدمة في ذلك الوقت ولكن على عيوبها، إذ كان ينبغي أن تظل في مكان واحد، ولم يكن من الممكن الاعتماد عليها في السفن لأنها تؤخر كلما اقتربت من خط الاستواء لانخفاض الجاذبية عنده.

 

استعاض هوك عن البندول بالزنبرك الشعري والرقاص. والفكرة هي أن الزنبرك الشعري يهتز بمعدل ثابت إلى الأمام وإلى الخلف حول موضعه الرئيس. وهنا خاب أمل هوك، إذ كان هيجنز قد اخترع في فرنسا جهازاً مشابهاً وسجلَّه في عام 1675!.

لقد فات النجاح هوك وجانبته الشهرة ، إلا أن عقلة المبتكر قد تنبأ بمخترعاتٍ عديدة. إذ عندما ثبَّت ذات مرة نصل "مفك" إلى ساعته والمقبض الخشبي له إلى أذنه وسمع دقات الساعة.

كان قد تنبأ باختراع المسماع (سمّاعة الطبيب) الذي تم صنعه بعده بنحو مائة عام على يد الطبيب الفرنسي رينيه لينك في الربع الأول من القرن التاسع عشر (عام1816).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى