ديانات وثقافات

الأسس التي تقوم عليها تعاليم “العقيدة البوذية” وكيفية ظهورها

1994 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العقيدة البوذية ديانات وثقافات المخطوطات والكتب النادرة

نحن نعلن أن هناك ثلاثة أديان سماوية كان أولها اليهودية وقد نزلت على سيدنا موسى، وكان ثانيها المسيحية وقد نزلت على سيدنا المسيح عيسى بن مريم، وكان ثالثها الإسلام وقد نزل على نبي الله محمد، صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء والمرسلين.

ولكن هنالك الى جانب هذه الاديان السماوية الثلاثة معتقدات ليست سماوية أي أنها ليست من عند الله سبحانه وتعالى، وأنما هي من صنع البشر، جاءت على أيدي بعض الحكماء وآمنت بها بعض الشعوب منذ قديم الزمان وحتى يومنا هذا.

ومن بين هذه المعتقدات التي لم تنزل من السماء عقيدة شهيرة اسمها «البوذية« نادى بها رجل اسمه «بوذا».

 

ظهر «بوذا» في شمال الهند عند نهاية القرن السادس وأوائل القرن الخامس قبل الميلاد.

وفي سن التاسعة والعشرين زهد في الحياة الزوجية وهجر أهله، وراح يبحث عن أسباب معاناة الانسان، وكيف يمكن تحقيق علاج روحي لشفاء البشر.

وهكذا اصبح ناسكا متجولا يطلب السعادة الروحية على أيدي الزاهدين في الدنيا، وبعد ست سنوات من الزهد والرياضة الروحية بلغ «بوذا» مرحلة شعر عندها أنه يمتلك معرفة واسعة.

وهذا ما دعاه الى المضي قدما في هذا السبيل أكثر فأكثر وحتى أنه قضى بقية حياته كلها في التأمل وتقديم النصيحة لأتباعه وإرشادهم الى طريق الخير والسعادة.

 

أما تعاليم البوذية فهي ترتكز على أربعة أسس رئيسة هي:

1- أن الحياة تشوبها المعاناة والألم.

2- وأن أصل المعاناة يكمن في الجشع.

3- وأن وضع حد للمعاناة ممكن بالابتعاد عن الطمع ومحاربة الجشع.

4- وأن القضاء على الجشع يتم من خلال طريقة خاصة في الحياة مثل النظرة الصائبة الى الأمور وقول الحق والسلوك الحميد.

 

ويرى البوذيون أن اتباع منهج أو طريق خاص في الحياة يوصلهم الى «الحقيقة المطلقة» والى طمأنينة النفس أو ما يعرف عندهم ب «النيرفانا».

ومن تعاليم البوذية ابتعاد الناسك عن مخالطة الناس وذلك لأن حياة الزهد عند البوذيين شرط هام للوصول الى «النيرفانا».

وأما عامة الناس فإن بلوغهم مرحلة «النيرفانا» لا يتم إلا في حياة أخرى غير هذه الحياة الدنيا.

 

وعلى ذلك، فإن طريقة البوذي الزاهد في الحياة لا تكون ملزمة للناس العاديين لأنهم لا يقدرون عليها.

فإذا أراد عامة الناس أن يعيشوا حياة فاضلة تناسبهم فإن عليهم الابتعاد عن قتل النفس سواء كانت للانسان أو للحيوان، والابتعاد عن السرقة، والإلتزام بالعفة، وصون اللسان عن الحديث السيء والابتعاد عن المسكرات والمخدرات.

أما حياة البوذي الزاهد فهي أرقى وأطهر من حياة الناس العاديين ولذلك فإنها تتطلب استعدادات أكبر وتحتم الإلتزام بشروط وقواعد أكثر.

 

وإذا كان عامة الناس لا يقدرون على السير في طريق البوذي الزاهد فإن من واجبهم احترام من يسلك هذا الطريق والتبرع لبناء المعابد البوذية.

كانت البوذية منتشرة في الهند، وامتد أثرها الى مناطق كثيرة في جنوب شرق آسيا عبر سيلان، فقد وصلت الى بورما وتايلاند ولاوس وكمبوديا وفيتنام وكذلك إندونيسيا قبل أن يدخلها الإسلام.

ولكن البوذية كادت أن تزول تماما من الهند موطنها الأصلي – إبان القرن الثاني عشر الميلادي نظرا لاختالاط تعاليمها بتعاليم المعتقدات الهندوسية من ناحية ولدخول الاسلام الى البلاد من ناحية ثانية.

 

ويقال أن انتشار البوذية في الصين جاء في بداية الأمر على يد الامبراطور «منج»، وكان ذلك في القرن الأول الميلادي، فلقد رأى الامبراطور صورة بوذا في المنام وهذا ما دعاه الى تبني البوذية والعمل على نشرها في الصين.  ولكن البوذية اصطدمت في بداية انتشارها في الصين بعقيدة أخرى لا سماوية أيضا هي «الكونفوشية»

ومع ذلك فقد استقر الأمر للبوذية في الصين عند نهاية القرن السادس الميلادي. أما في كوريا فقد دخلتها البوذية في القرن الرابع الميلادي  وتغلغلت بعد ذلك في بلاد اليابان عند منتصف القرن السادس الميلادي.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى