العلوم الإنسانية والإجتماعية

الدراسات والبحوث المتعلقة بخصائص الطفولة المبكرة

1995 مستويات النمو العقلي

الدكتور محمد مصيلحي الأنصاري

KFAS

خصائص الطفولة المبكرة العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

استحوذ هذا الجزء من الدراسات السابقة في هذا البحث على الكم الأوفر من الدراسات والبحوث ، نظراً لتعرضه لجوهر البحث وصلب موضوعه.

وحيث اشتمل على ما يزيد عن ثمانين دراسة أو بحث ، منها عشرون تناولت الجانب المتعلق بخصائص الطفولة المبكرة عند العمليات العقلية المعرفية موضوع الاهتمام في هذا البحث وهي التصنيف ، التسلسل ، العدد ، الفراغ ، والزمن وقد تمكن الباحث من خلال عرضه لهذه الدراسات والبحوث من أن يتوصل إلى ما يلي :

 

1- في مجال خصائص الطفولة المبكرة

تناولت هذه المجموعة من الدراسات والبحوث خصائص التمركز حول الذات ، اللغة المتمركزة حول الذات ، الإحيائية وأخيراً مفهوم الهوية ، وقد أسفر ذلك عن :

 

أ- فيما يتعلق بالتمركز حول الذات ، برزت بحوث من (Chandler & Greenspqn, Rubin & Maiani, 1972; Flavelletal, 1972; Borke, 1971, 1972, 1973, 1973, 1975, 1977) التي أجريت معظم تجاربها على أطفال تتراوح أعمارهم ما بين الثالثة والرابعة وحتى الثامنة ، وعلى عينات تقترب من المائتي طفل في أغلب التجارب . 

واعتمدت هذه التجارب في أدواتها إما على إعادة تجربة مشكلة الجبل عند بياجيه أو إدخال تعديل على طريقة العرض أو عدد النماذج أو استخدام رسوم لوجوه بشرية في حالات انفعالية مختلفة او غيرها.

 

وقد كشفت هذه المجموعة من الدراسات والبحوث عن أن المهمة المستخدمة لقياس التمركز حول الذات خاصة مع صغار الأطفال تؤثر بشكل ملحوظ على قدرة الطفل في التعبير عما هو على وعي به من مشاعر الأخرين.

وقد عبرت بورك أوضح تعبير عما يمكن اعتباره أهم ما أسفرت عنه هذه المجموعة من البحوث حين انتهت إلى " أن نتائج هذه التجارب تضع قدراً غير قليلمن الشك حول ما انتهى إليه بياجيه ، حيث يمكن للأطفال إذا ما قدمت إليهم مهام مناسبة لأعمارهم ، يمكنهم التوصل إلى أخذ وجهات نظر الآخرين في اعتبارهم" .  (Broke, 1972, P 243)

 

ب- فيما يتعلق باللغة المتمركزة حول الذات ، اتفقت مجموعة الدراسات النظرية النقدية التي قدمتها (Hogan, 1973 Garvey & Looft, 1972; Kohl-berg et al, 1968, Flavelletal, 1968; Mcarthy, 1954) على تأكيد نفس ما أكدته بحوث التمركز حول الذات بخصوص الصعوبة الماثلة في مهام بياجيه والمدى العمري الذي تستمر فيه خاصية اللغة المتمركزة حول الذات.

والعوامل المؤثرة في هذا الاستمرار ، أما البحوث التجريبية التي أجرتها كل من(Ragers et al, 1987; Bulter; et al, 1985) وكذلك (Seigel & Kelly, 1986) فقد أسفرت بحوث بتلر عن اتفاق يكاد يكون تاماً مع نتائج بحوث بياجيه والبحوث المؤيدة لأفكاره حول خاصية تمركز لغة الطفل حول الذات.

 

في حين اهتمت نتائج بحث سيجل وكيللي بإبراز أنه رغم التسليم بوجود خاصية تمركز لغة الطفل حول الذات خاصة في بدايات المرحلة إلا أنه بالإمكان تنشيط عمليات النمو العقلي والخروج من اللغة المتمركزة حول الذات.

وهذا هو ما أكده روجرز وآخرون باستخدامهم أسلوب تحليل التفاعل اللفظي بين المعلمة والأطفال مشيرين إلى أن هذا التفاعل قد حد من استمرارية تمركز لغة الطف لحلو ذاته حسبما أشار به بياجيه .

 

جـ- فيما يتعلق بالإحيائية ، فبالرغم من اهتمام بياجيه وإشاراته العديدة إلى خاصية الإحيائية من خلال دراساته الأولى عن مفاهيم السببية لدى الأطفال ، إلا أنه يكاد يكون هناك إجماع بين نتائج ما تم عرضه من دراسات وبحوث في هذا الصدد على عدم التوصل إلى معلومات تؤكد فرض بياجيه خاصة لدى أطفال الخامسة.

فما بعدها وذلك بالرغم من استخدام نفس المنهج الإكلينكي الذي استخدمه بياجيه وهذا ما أكدته بحوث (Johnson & Josey, 1932; Laurendeau & Pinard, 1962; Looft & Harles, 1969; King, 1961)

أما جهود Dennis & Russel على مدى الثلاثينيات وحتى الخمسينات فقد انتهت إلى أن أسئلة بياجيه نفسها كانت أسئلة موحية وهي التي أدت إلى القول بوجود خاصية الإحيائية لدى اطفال ما قبل العمليات ، وأنه حتى مع التسليم بوجودها ، فإن هذه الخاصية تتنافس بزيادة العمر بحيث لا يمكن الاعتداد بها كخاصية عامة لمرحلة ما قبل العمليات .

 

د- فيما يتعلق بالهوية أو ما يعرف بمدى وعي الطفل بثبات الخصائص الكيفية للأشياء رغم تعرض بعضها للتغير ، فإن ابرز ما عرض حولها من بحوث يتمثل في بحث (Devries, 1969)، وكذلك في مجموعة التجارب المعملية التي أجراها (Brainerd, 1977) والتي اتفقت إلى دي فرايس مع بياجيه حول احتساب الطفل لمفهوم هوية  الأشياء خلال مرحلة ما قبل العمليات مع تأكيدها على أن ذلك يحدث بشكل تدريجي خلال المرحلة العمرية من 3-6 سنوات .

في حين أن تجارب برينارد قد توصلت إلى أن مفهوم الهوية لا يظهر قبل الخامسة ، كما يتأكد من خلال هذه التجارب فرض بياجيه من أن الأطفال يتوصلون إلى مفهوم الهوية قبل وصولهم إلى المعكوسية سواء بالنفي أو التعويض .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى