البيولوجيا وعلوم الحياة

الصِحَّة العامة(Public Health

2012 المكروبات

جون فارندون…[وآخ]

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيولوجيا وعلوم الحياة

ساعدت إجراءات الصحة العامة في المجتمع الأوسع، مثل الحيلولة دون تلوث إمدادت المياه النقية بمياه الصرف الصحي، على وقف انتشار التيفود والكوليرا. وهذه المُمْرِضات بالإضافة إلى العديد غيرها شائعة في البيئة، وبمقدور الأشخاص الوقاية من مرض ما ببساطة عبر تجنُّب

الاتصال بالمكروبات وذلك من خلال استخدام المياه النظيفة.

يُعَد مرض السُلّ (TB) أحد المُهلِكَات الرئيسية؛ حيث يتم تناقل هذا المرض فيما بين الأشخاص ويتم التقاطه من الحليب المَأخوذ من الأبقار المصابة بالعدوى. وقد ساعد تحسين الظروف السكنيَّة، وبَسْتَرة اللبن (pasteurization of milk)، والقضاء على المرض في الأبقار على خفض معدلات الإصابة بالدَرَن في أوروبا وأمريكا الشمالية وصولاً بها إلى مستويات منخفضة. كما يُعَدّ التَلْقيح الروتيني للأشخاص أمراً مُهِمَّاً هو الآخر للوقاية من هذا المرض والعديد من الأمراض الأخرى.

كما أنه من المُهِمّ أيضاً تحديد مصدر تفشِّي أحد الأمراض، سواء كان مصدراً غذائياً

تعرَّض للتلوث، أو كان نظاماً لتكييف الهواء يحوي إحدى العِلل الرئوية الخطيرة، كما هو الحال مع داءُ الفَيالِقَة (Legionnaire›s disease).

في بعض الأحيان، يمكن أن تُحْدِث طرق العلاج البسيطة فرقاً كبيراً في مكافحة الأمراض. فمع الكوليرا على سبيل المثال، يعتبر الإسهال الوخيم (severe diarrhea) العَرَض الرئيس. ويَلْقَى ضحايا الكوليرا الذين لا تتم معالجتهم

– والذين غالباً ما يكونون من الأطفال- حتفهم عبر فقد كميات أكبر من اللازم من الماء وعدداً مُفرِطاً من أملاح الجسم. وإذا تمكَّن العاملون في قطاع الرعاية الصحيَّة من تعويض هذه السوائل والأملاح، فإن المُصَاب يتعافى في العادة.

تُعَد الأدوية أيضاً أسلحة مهمة في مواجهة المكروبات الغازية. وقد تم استخدام بعض الأدوية لمئات السنين؛ فعلى سبيل المثال، تتَّسِم مادة الكينين – التي يتم الحصول عليها من لحاء إحدى الأشجار التي تنمو في أمريكا الجنوبية- بالفاعلية ضد مرض الملاريا (انظر ص 60). كما كانت بعض الأدوية المُبَكِّرة

الأخرى مثل مُرَكَّبَات الزئبق (mercury compounds) فعَّالة في بعض الأحيان، إلا أنها كانت تُحدث تأثيرات جانبية خطيرة. وفي الوضع المثالي، ينبغي أن يستهدف أحد الأدوية العامل المُمْرِض دون الإضرار بالجسم في الوقت ذاته.

وقد خطا الطب خطوة كبيرة نحو الأمام خلال القرن العشرين مع اكتشاف المضادات الحيوية (التي تعني “مضادات الحياة (anti-life)”)، والتي هي عبارة عن مواد تقوم بمهاجمة البكتيريا ويتم إنتاجها من قِبَل المكروبات مثل فطر العفن (molds). ويُحتَمَل أن يكون هناك الملايين من المُضَادَات الحيوية المختلفة المُنتَجَة في الطبيعة، إلا أن جزءاً صغيراً منها فقط هو الذي يتَّسِم بأنه مناسب للحقن بصورة آمنة في البشر. كما يتم الآن أيضاً تحضير العديد من المُضَادات

الحيويَّة التخليقية (synthetic antibiotics). عادة ما تكون المُضَادات الحيوية محددة للغاية في تأثيراتها؛ فعلى سبيل المثال، تعمل بعض المضادات الحيوية على تدمير الجدار الخلوي للبكتيريا (انظر إلى اليمين). وتعمل المُضَادات الحيوية المختلفة بصورة مثالية ضد كائنات حيَّة مختلفة. فالبِنسلين (penicillin) – على سبيل المثال- يكون غير فعَّال في مجابهة البكتيريا المُسبِّبَة للطاعون، مع أن العديد من المضادات الحيوية الأخرى تؤدِّي هذا الغرض.


[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى