إسلاميات

نبذة تعريفية عن أبو الأنبياء “سيدنا إبراهيم عليه السلام”

1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

سيدنا إبراهيم إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة

وُلد إبراهيمُ عليه السلام بالعراق وسط قوم يعبدون الأصنامَ ويتخذون النجومَ والكواكبَ آلهةً يعظمونها من دون الله تعالى.

وكان أبوه آزر يصنع الأصنامَ بيده. وقد كَرِه إبراهيم الأصنامَ منذ صغره وهداهُ الله تعالَى إلى أن الأصنامَ لا تنفع ولا تضـر، فهي لا تسمعُ ولتنطق ولا تَشفِي ولا تُمرض، وهي لا تقدر على خَلْق أصغر شيء ولو كان ذبابةً بل إن الذبابة لو أخذت منها شيئاً فإنها لا تقدر على إعادته.

وأراد إبراهيمُ أن يُظْهِرَ لقومه عَجْزَ الأصنام بالفعل لا بالقول، فقام عليه السلام بتكسير الأصنام بالفأس ثم وضع الفأسَ في رقبة أكبر الأصنام حجماً، وحين رأى قومُ إبراهيم الأصنامَ مكسرة ثاروا وهاجوا وأرادوا أن يعرفوا من الذي فعلَ هذا بأصنامهم حتى يعاقبوه أشد العقاب. وشَهِدَ بعضُهم بأنهم سمعوا فتىً اسمُه إبراهيم يذكر الأصنامَ بسوء ويعيبُ عبادَتَها.

 

وتوجهوا إلى إبراهيم بالسؤال: هل فَعَلْتَ هذا التكسيرَ بالأصنام يا إبراهيم؟ وكان رَدُّه: بل فعلَهُ كبيرُهم، وطبعاً لم يُصَدِّقوا أن أكبر الأصنام كَسَرَ صغارها لأنهم يعرفون عَجْز الأصنام عن الحركة وعدم قدرتِها على إمساك الفأس.

وقال إبراهيم: إذا لم تُصَدِّقوني فاسألوهم إنْ كانوا ينطقون. فالتفت بعضهم إلى بعض متحيِّرين، وذلك لأن إبراهيم نطق بالصدق فالأصنامِ لا تنطق ولا تسمع ولا تضـر ولا تنفع، ولكن قوم إبراهيم قد بلغ بهم الكفرُ ما جعلَهم ينكرون الحَقَّ.

ثم أصدروا عليه حكماً بالإعدام حَرْقاً، وهي عقوبةٌ شديدة القسوة. واشترك قومُه جميعاً في جَمْع الحطب، حتى جمعوا حطباً يكفي لإحراق الألوف، ثم قاموا بإشعال النار وارتفع لهيبُها ودخانُها حتى ملأ الجو، وقاموا بقَذْف إبراهيم فيها.

 

واستعان إبراهيمُ بالله على ما أصابه من محنة فكان يكرر: حَسْبِي الله ونعمَ الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل.

وأمر الله النار بأن تكون برداً وسلاماً على إبراهيم، أي برداً يمنع عنه الإحراق، والله قادر على كل شيء.

والنار مخلوق من مخلوقاته ومخلوقات الله لا تعصي أمره سبحانه وتعالى.

 

ولما أنجاه الله من النار ذهب إلى الملك قائلاً له: أيها الملك لماذا لا تعبد اللهَ الواحدَ الأحَدَ الذي يحيي ويُميت، فقال له الملك: وأنا أحيي وأميت، وهل هذا صحيح؟ لا وإنما قصد الملك أنه يقدر على إصدار الحكم بالإعدام والعفو عَمَّنْ صدر في حَقِّه حكمُ الإعدام.

ولكن، هل سَكَت إبراهيم؟ لا وإنما قال للملك إن ربي يُطْلِعُ الشمسَ من المَشْـرِق فهل تقدرُ على إطلاعها من المَغْرِب؟ فسكت الملَكُ وتحيَّرَ ولم يستطعْ الجوابَ.

وهنا تَوَجَّه إبراهيمُ لأبيه فنصحه برفق ودعاه إلى عبادةِ الله بحنان ورقة وَحذَّره من خداع الشيطان مع إظهار الاحترام له كأب.

 

فلما يَئِسَ من إسلام أبيه تَبَرَّأ منه، ثم انتقل إلى شاطئ الفرات يبشر ويدعو، ولما لَمْ يَسْتَجِبْ أحد هاجر إلى أرض فلسطين وسكن شكيم (نابلس الآن) ومنها هاجر إلى مصـر حيث كان يحكمها ملوك الرعاة، وقد حدث له ولزوجته من الحوادث مع ملك مصـر ما جعل ملك مصـر يعظمهما ويحترمهما.

ثم عاد إبراهيم عليه السلام إلى فلسطين وسكن بجواره ابنُ أخيه النبيُّ لوطٌ عليه السلام، وحين فَجَر قومُ لوط وعَصَوْا أوامرَ الله أرسل اللهُ الملائكةَ ليعاقبوا قومَ لوط ونزلوا على إبراهيم عليه السلام فقام فذبح عجلاً سميناً للضيوف قبل أن يعرفهم. وأفهمه الملائكةُ أنهم جاءوا لمعاقبة قوم لوط.

وكانت سارة، زوجة إبراهيم، واقفة فبشرها الملائكة بأنها ستحمل. فلما قالت: إني عجوز، قال الملائكة: إن هذا هو أمر الله تعالى.

 

وبعد فترة الحمل وضعت سارةُ ابنَها إسحاقَ عليه السلام، كما وَلَدَتْ جاريتها المصرية هَاجَرُ إسماعيلَ عليه السلامقبل ولادة سارة لإسحاق. ويوصف إبراهيمُ بأنه أبو الأنبياء لأن الأنبياء المعروفين بعد ذلك كانوا من ذرية إسماعيل وإسحاق.

ثم أمر اللهُ إبراهيمَ عليه السلام أن يذهب باسماعيل وأمِّه هَاجَرَ إلى مَكَّةَ لحكمةٍ أرادها اللهُ وهي بناءُ الكعبة، بيت الله الحرام، بهذا المكان. وامتثل إبراهيم وهاجرُ لأمر الله تعالى.

وحين نفد الماءُ من أم إسماعيل فَجَّرَ الله عين زَمْزَم فَشَرِبَتْ منها وَرَوَتْ ابنَها. وكَبُر إسماعيلُ ثم جاءت ليلةٌ رأى فيها إبراهيمُ رؤيا أن يذبح ابنه، ورؤيا الأنبياء حَقُّ لا بُدَّ من نفاذه.

 

وذهب إبراهيم إلى إسماعيل فأخبره بما رآه فرد عليه إسماعيل بأدب وصبر: يا أَبتِ افعل ما تُؤمر. ثم جاء إبراهيم بالسكين وأراد تنفيذ أمر الله، ففدى الله إسماعيل بكبش سمين ذبحه إبراهيم عوضاً عن إسماعيل عليهما السلام.

فلما أمر إبراهيم ببناء البيت الحرام بناه بمساعدة إسماعيل(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ) (البقرة: 127) وكانا وهما يبنيان يدعوان الله تعالى بقولهما(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة: 127).

وقد وُلِدَ لإبراهيم عليه السلام أولادٌ كثيرون وأخيراً تُوُفِّيَ بعد أن عاش عمراً طويلاً في طاعة الله والعمل على هداية الناس لدين الله، ودُفِنَ فيما يعرف الآن بمدينة الخليل. والخليل هو لقب سيدنا إبراهيم، عليه وعلى محمد نبينا وجميع الأنبياء أفضلُ الصلاة والسلام.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى