إسلاميات

تعريف “الحلال والحرام” اللذان أقرهما الله سبحانه وتعالى في الأمور

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الحلال والحرام إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة

لا بد لكل مُسلِمٍ أن يعرفَ ما هو الحلالُ ، وما هو الحرامُ ليفعلَ الحلالَ، ويبتعد عن الحرام.

فالحلال: هو كلّ شيء أو عمل أباح اللهُ تعالى للعبادِ أن يفعَلوه، أو يأكُلوه، أو يشربوه، فكلّ ما خلقه اللهُ لننتفعَ بهِ فهو حلالٌ.

وأما الحرامُ: فهو ضِدُّ الحلالِ، وهو الأشياءُ أو الأعمال التي طلب الله تعالى، أو طلبَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، منا ألاّ نفعلَها. ومن رحمةِ الله تعالى أنه جعَلَ الحلالَ للناسِ أكبرَ وأكثرَ من الحرامِ.

 

فالأصلُ أن الأشياءَ كلُّها حلالٌ إلا ما جاء عن الله تعالى أو عن رسوله، صلى الله عليه وسلم، تحريمُهُ ، ولذلك قال الله تعالى يبين لنا أن الأشياء كلها حلال.

قال تعالى(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ) الأعراف 32، ويقول الله تعالى أيصا(خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) البقرة 29.

ويقولُ النبي، صلى الله عليه وسلم، : «ما أَحلَّ اللَهُ فَهُوَ حَلالٌ، وما حرَّمَ فهوَ حرامُ، وما سَكَت عَنْهُ فهوَ عافيةٌ فاقْبِلوا من الله عافيَتَهُ، فإنَّ اللهَ لَمْ يَكُنْ نَسِيَّا».

 

وهذِهِ الآياتُ والحديثُ الشريفُ تفيدُ أن كل ما خلقه الله لنا فهو حلالٌ، وما أراد الله تَحريمَهُ علينا ، فإنهُ يُحرِّمه إما بنص القرآن الكريم.

وإما بنص حديثِ النبي، صلى الله عليه وسلم، وهذا رحمةٌ من الله واسعةٌ لتتحقق السعادةُ للناس، فيتمتعون بالخيرات الكثيرة في هذهِ الحياةِ الدُنيا.

وحينما ننظرُ إلى الأشياء التي حرَّمها الله علينا، نجدُ أنَّها كُلُّها فيها ضررٌ على أجسامِنا أو عقولِنا، مثل تحريم الله علينا شُرْبَ الخَمرِ، أو أكلَ الحيوانِ الميَّت، أو أكلِ لحمِ الخنزير، ومثلُ تحريمِ الكذبِ والسرقةِ والزِنا والربا والقتل أو قطع الرَّحمِ والنسب، وهكذا كل ما حرَّمه الله علينا لا بد وأن يكون فيه علينا ضرر .

 

قال تعالى(وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) الأعراف 157، فرحمةُ الله علينا عظيمةٌ حينما أحلَّ لنا أشياء وحرم علينا أشياء، لأن الله الذي خلق لنا كل شيء هو الذي يعلم ما يضرُّنا وما ينفَعُنا.

وهنا موضوعٌ لا بدَّ أن نَعْلَمَه، وهوَ أننا لا يجوزُ أن نُغيَّرَ حكم الله في شي، فإذا كان حلالاً لا يجوز أن نقول هو حرامٌ.

وإذا كان حراماً لا يجوزُ أن نُغيرَه ونقول هو حلالٌ؛ لأن الذي يُحدد أن هذا الشيء حلالٌ أو حرامٌ هو الله تعالى وحدَهُ بنصَّ القرآنِ أو بحديثِ النبي، صلى الله عليه وسلم.

 

والحرامُ يكون حراماً على الجميع، ولا يكون حراماً على بعضِ الناس دون بعضِهِم الآخر، لأن شريعةَ الاسلام تِعدِلُ بينَ جميعِ الناس، الغنيِّ والفقير، والحاكم والمحكوم، فما كان حراماً فهو حرامٌ على الجميعِ، وما كان حلالاً فهو حلالٌ على الجميع.

والمحرماتُ التي حددها اللهُ في كتابِهِ العظيم لا يجوزُ أن يفعلَها المسلمُ – كما قُلنا – إلا في حالةٍ واحدةٍ، وهي عندما يكون مضطرا لهذا، فمثلاً في الأشياء التي حرَّم الله أكلها، مثلُ الميتة ولحم الخنزير، لا يجوزُ أكلُها إلا إذا اضطر لها المسلمُ، بحيث إن لم يأكُلها يموتُ.

ففي هذه الحالة يجوزُ أن يأكل منها شيئاً قليلاً لِيُحافِظَ على حَياتِه، وهذا ما بينَّهُ الله لنا في قولِهِ عزَّ وجلِّ:(فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) البقرة 173.

 

وهذا كله لأن الله يريدنا أن نُحافظَ على أنفُسِنا، ولا يُريدُ أن يشقَّ علينا، فدينُنا دينُ اليُسر، قال ربنا عز وجل(يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) البقرة 185.

وقال عز وجل(مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) المائدة 6 ، وقال تعالى أيضاً(يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) النساء 28.

فالحمدُ لله على كل ما أحلَّه لنا، والحمدُ لله على كل ما حرَّمه علينا.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى