العلوم الإنسانية والإجتماعية

الوسائل المتبعة في ممارسة تعذيب الإنسان وآثاره السلبية

1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

ممارسة تعذيب الإنسان العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

لا شك أننا نسمع أحياناً أو نقرأ في الصحف عن «التعذيب».

والتعذيب شيء بغيض، لأنه يمثل صورة بشعة للعدوان والظلم، الذي يقوم فه بعض الناس لتدمير الإنسان، وتحطيم جسده وعقله دون قتله نهائياً.

وعلى الرغم من أن التعذيب قديم قِدَم التاريخ، حيث أن الإنسان كان يمارسه في العصور السابقة لأسباب كثيرة، إلا أنه كان يتم بوسائلَ بسيطة، ولهدف محدد، مثل الحصول على اعتراف أو معلومات، أو للعقاب.

لكنه في العصر الحالي صار أوسع انتشاراً، وكثيراً ما يتم دون هدف واضحٍ، لنشر الخوف والذعر لدى الأفراد والجماعات.

 

والآن دعونا نقرأ معاً هذه العبارة:

«لا يجب إخضاعُ أيِّ شخص إلى سوء المعاملة أو العقاب القاسي أو التعذيب بما يتسبَّب في إهانته وإذلاله».

هذا ما جاء في المادة الخامسة من إعلان حقوق الإنسان. لكن هذاالكلام لا يُعبِّر عن الواقع حالياً، فقد أفادت تقارير تصدر عن منظمات مختلفة بأن التعذيب يُمارَس على نطاق واسع في عدد كبير من بلدان العالم.

 

وللتعذيب طرق مختلفة يستخدمها الذين يقومون به مع ضحاياهم دون تردد. وتبدأ العملية في العادة بالقبض على الشخص من منزله، لأي سبب أو دون سبب، باستخدام العنف معه ومع أفراد أسرته

وقد يتم تفتيش منزله وتحطيم محتوياته. ثم يُنقل الضحية إلى مكان آخر، ويتعرض في أثناء ذلك للضرب وهو معصوب العينين.

وكثيراً ما يتركونه في مكان ضيق مظلم، ولا يسمحون له بالنوم، وقد يمنعون عنه الطعام والشراب لمدة طويلة حتى يصل إلى حالة سيئة من التعب والانهيار.

 

ومن وسائل التعذيب الضربُ المؤلم بالعِصيّ والأسلاك، والكي بالنار، والكهرباء، والماء البارد، والساخن، وقد يصل الأمر إلى بتر الأطراف، وخلْع الأظافر، وكسر العظام والأسنان.

وهناك وسائل نفسية للتعذيب، مثل التهديد بالقتل أو التشويه. وقد يقومون بجمْع أفراد أسرة الضحية وتعذيبهم أمامه، وهو يرى ذلك ولا يستطيع أن يفعل أي شيء.

ومن طرق التعذيب التي تؤدي إلى انهيار الضحية دون اللجوء إلى العنف، وضْع الشخص في غرفة ضيقة لا يدخلها الضوء، وتقديم الطعام له في أوقات مختلفة، فتنقطع صِلته بالحياة وبالعالم من حوله، ويفقد الإحساسَ بالزمن، وقد يسبب له ذلك الجنون.

 

وقد تَبقى آثار التعذيب على الجسد على مدى السنين، فهذا شخص يمتلئ جسده بآثار الجروح، وآخر اقتلعوا أظافره، وغيره كُسرت أسنانه، وغيرُ ذلك من تشويه للجسد قد يسبب العجز الدائم.

كما أن التعذيب النفسي تظهر آثارِه على الضحية الذي يتحول بعده من إنسان سَوِيّ هادئ الطبع ناجح في حياته، إل شخص آخر فقد قوته ويعاني من القلق والمشكلات النفسية.

إن التعذيب مشكلة من صنع الإنسان، ومأساة يفعلها البشـر الذين يوجهون عدوانهم إلى إخوانهم في الإنسانية. وتصحيح هذا العدوان يتم بمساعدة الضحايا وعلاجهم ومساعدتهم بعد التعذيب، حتى يعودوا للحياة الطبيعية مرة أخرى.

 

لكن ذلك لا يكفي، بل يجب وقفُ التعذيب نهائياً، وليس فقط مساعدة الناجين منه في الوقت الذي يتم فيه تعذيب ضحايا آخرين.

ويجب أن نتذكر أن الله سبحانه وتعالى قد حرَّم كلَّ أنواع الظلم، وهو القادر سبحانه على عقاب من يفعل ذلك في الدنيا والآخرة.

إن الإنسان إذا احتكم إلى عقله وضميره وتذكَّر قدرة الله عليه لن يُقدم على تعذيب أخ له في الإنسانية، أو يفكر في ذَلك. إن ديننا الحنيف يأمرنا بالرحمة والعدل والإحسان، وينهانا عن البَغْي والعدوان، بل إنه يأمرنا بالرأفة حتى بالحيوان.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى