علم الفلك

المذنبات

2013 أطلس الكون

مور ، السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

المذنبات

المذنبات هي الأصعب في التنبؤ بسلوكها بين كل أعضاء المنظومة الشمسية، و المذنب هو جسم شبيه بالشبح ذو جزء مادي أساسي وحيد هو النواة و التي يمكن وصفها بأنها كرة ثلج متسخة! لا يزيد قطرها عن عدة كيلومترات، وعندما يسخن المذنب إذ يقترب من الشمس تبدأ الثلوج في النواة بالتبخر ويظهر للمذنب رأس أو ذؤابة والتي تصل إلى أحجام ضخمة، حتى أن ذؤابة المذنب العظيم عام 1811 كانت أكبر من الشمس. و قد يكون هناك ذيل أو أكثر وليس ذلك ضروريا إذ أن الكثير من المذنبات الصغيرة ليس لها ذيل.

تتكون نواة المذنب من فتات صخرية تجمعها معا الثلوج مثل الأمونيا المتجمدة، الميثان المتجمد أو حتى الماء المتجمد. ويوجد نوعان من الذيول، الذيل الغازي أو الأيوني وهو الناتج من تفاعل الرياح الشمسية مع الغازات في الذؤابة فتأينها وتسحبها باتجاه معاكس لاتجاه الشمس، أما الذيل الغباري فيتكون من حبيبات الغبار الدقيقة التي دفعت من رأس الذؤابة بسبب ضغط الإشعاع الشمسي، وفي الغالب يكون الذيل الأيوني مستقيما بينما يكون الذيل الغباري منحنيا كما أن الذيول تتجه بعيدا عن الشمس في كل الأحيان تقريبا ولذا فعندما ينطلق المذنب بعيدا عن الشمس فإنه يتحرك بحيث يكون ذيله في المقدمة.

كل مرة يمر المذنب بالحضيض يفقد جزءا من مادته لينتج الذؤابة و في بعض الأحيان الذيول. مثلا، فإن مذنب هالي (1P/هالي) والذي تبلغ فترة دورته 76 عاما، يفقد 250 مليون طن من مادته كلما عاد إلى الشمس، و هذا يعني أن المذنبات عمرها قصير بالمقاييس الكونية، حتى أن بعض المذنبات قصيرة الفترة التي كانت ترى بانتظام في الماضي قد اختفت الآن ومنها 3D/بيلا، 5D/برورسن و 20D/ويستفال. (تسمى المذنبات عادة باسم مكتشفها وأحيانا باسم الرياضي الذي حسب مدارها مثل مذنب هالي.) البادئةP تستخدم للدلالة على المذنبات الدورية بينما تعطى المذنبات طويلة الفترة بادئة C أما المذنبات الميتة فتعطى البادئة D. يترك المذنب أثرا مغبرا خلفه وعندما تغطس الأرض في أحد هذه الآثار تكون النتيجة وابلا من الشهب، بل إنه في معظم الأحيان يعرف المذنب المسبب للوابل الشهبي، فمثلا وابل بيرسيد الذي يحدث في بدايات أغسطس من كل عام هو بسبب المذنب (109P/ سويفت – تتل) والذي له فترة دوران تبلغ 130 عاما و كانت آخر عودة له إلى نقطة الحضيض عام 1992.

وبما أن المذنب واه و ذو كتلة منخفضة فهو دائما تحت رحمة اضطرابات الكواكب كما أن مداره يمكن أن يتغير بشكل كبير من دورة إلى أخرى. والحالة التقليدية لذلك هي لمذنب لكسل

(D1770/L1) والذي لفترة ما كان جسما ساطعا يمكن رؤيته بالعين المجردة ثم بعد ذلك بعدة سنوات اقترب من المشتري وكانت النتيجة أن مداره تغير تماما، و ليست لدينا أية فكرة عن مكان وجود المذنب حاليا!

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى