علم الفلك

المحاولات المنجزة للوصول إلى سطح القمر والأسرار التي تم إكتشافها

2016 عصر الفضاء

جون كلارك مع مايكل ألابي وإيمي جان بيير

KFAS

علم الفلك

منذ أن صوب العالم الإيطالي غاليليو غاليلي (١٥٦٤ – ١٦٤٢) مقرابه نحو القمر عام ١٦١٠ شمر الفلكيون سواعدهم لمعرفة المزيد والمزيد من أسراره.

وقد ساعد التصوير الضوئي وابتكار المقاريب عالية القدرة ساعد في هذا المسعى، بيد أن حلول عصر الفضاء خلال الستينيات من القرن العشرين مكَّن الفلكيين من إرسال أجهزتهم –وفي النهاية البشر– إلى سطح القمر.

نشر رسام الخرائط الفنلندي مايكل لانغرينوس (١٦٠٠ – ٧٥) والفلكي البولندي يوهانز هيفيلوس (١٦١١ – ٨٧) أول خريطة للقمر وذلك خلال النصف الأول من الاربعينيات من القرن السابع عشر.

وكان الفلكي الألماني يوهان شميدت (١٨٢٥ – ٨٤) آخر من أنتج خارطة تفصيلية لسطح القمر يدوياً مستعيناً بالرصد المباشر وذلك عام ١٨٧٨، بعدها سيطر التصوير الضوئي على الساحة.

التقط العالم الأمريكي الإنجليزي الأصل جون دريبر (١٨١١ – ٨٢) أوائل الصور الضوئية للقمر عام ١٨٤٠، وخلال فترة وجيزة أخذ الفلكيون يستعينون بالأطالس المصورة للقمر.

 

يُعزى إلى العلماء السوفييت السبق في النجاح في محاولات إرسال الأغراض إلى القمر عام ١٩٥٩. فقد قام المسبار الفضائي لونك ١ بعبور جو القمر، وتهشم المسبار لونك ٢ بعد سقوطه على سطحه، كما تمكن لونك ٣ من اتخاذ مدار له حول القمر وإرسال صور للجانب البعيد منه.

وكما كان متوقعاً، ظهر الوجه البعيد (المعتم) مماثلاُ للوجه القريب (المضيء) ولكن مع وجود عددٍ أقل من الأخاديد على السطح. جاء أول نجاح أمريكي من خلال رحلات وكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) التي أطلق عليها رحلات الرينجر.

فقد نجحت رحلات رينجر ٧ عام ١٩٦٤ والمسباران رينجر٨ ورينجر ٩ عام ١٩٦٥ في إرسال ١٧,٠٠٠ صورة فيديو لسطح القمر قبل سقوطهما على سطحه واصطدامهما به. كما التقط المسبار السوفييتي زوند ٣ عام ١٩٦٥ صوراً للجانب البعيد من القمر.

 

في عام ١٩٦٦ نجح المسبار السوفييتي لونا ٩ (أعيدت تسمية برنامج لونك بعد المسبار لونك ٣ إلى «لونا») بالهبوط بسلام على سطح القمر، كما تصدر المسبار لونا ١٠ قائمة المركبات الفضائية التي إتخذت مداراً لها حول القمر.

وجاء الرد المباشر للنجاح السوفييتي من ناسا بنجاح جميع مركبات رحلات سيرفير السبعة بالهبوط الآمن. وبالإضافة إلى الصور التي ارسلتها مركبات سيرفير أرسل المسبار سيرفير١ لعام ١٩٦٦ بيانات فيزيائية لتراب القمر، كما أضافت أربع رحلات أخرى عدداً كبيراً من الصور إلى البوم ناسا القمري (أضيفت ٨٦,٤٧١ صورة إلى الألبوم).

 

تميزت مركبات سيرفير بوجود آله تصوير فيديو قابلة للتوجيه تستمد طاقتها الكهربائية اللازمة من زوج من الألواح الشمسية. التقطت آلات التصوير صوراً للسطح عن قرب علاوة على مناظر عامة له.

وباستخدام أجهزة أخرى تمت دراسة خواص السطح وقياس الكميات ذات الصلة لتحديد إمكانية دعم السطح لهبوط وحدة أبولو القمرية ومن ثَم إقلاعها. شملت القياسات مدى تحمل التربة وكذلك خصائصها الحرارية (قدراتها على امتصاص الحرارة) وخصائصها البصرية (القدرة على انعكاس الضوء منها).

(بعد ثلاث سنوات، في نوفمبر عام ١٩٦٩ تحديدا، حط أبولو ١٢ في المنطقة المسماة محيط العواصف على بعد حوالي ٦٠٠ قدم (١٨٣ م) من موقع هبوط المسبار سيرفير ٣. وقام ملاحو أبولو باستعادة آلات تصوير سيرفير وإعادتها إلى الأرض لإجراء الأختبارات عليها).

قامت المركبات المدارية الخمس لرحلات لونار التابعة لناسا خلال الفترة ١٩٦٦-١٩٦٧ بمسح ورسم غالبية أجزاء سطح القمر بحثاً عن المواقع المناسبة للهبوط المرتقب لرحلات أبولو. اكتشفت هذه الرحلات أيضا وجود مناطق لتجمعات كتلية (مناطق عالية الكثافة) – تتميز بعجلة تثاقلية كبيرة مما يؤثر على المركبات المدارية عند مرورها عليها.

 

احتل المسبار السوفييتي غير المأهول زوند ٥ عام ١٩٦٨ قصب سبق باعتباره أول مركبة فضائية تنجح في الدوران حول القمر ومن ثم العودة إلى الأرض (نجحت المركبات زند ٦ وزند ٧ وزند ٨ في مهمات مماثلة).

وبذلك دشن الأمريكيون والسوفييت برامجهم لإرسال إنسان إلى القمر. لكن النجاح في السباق كان من نصيب ناسا خلال السنة نفسها بنجاح أبولو ٨ بحمل ثلاثة رجال في مدار حول القمر والعودة بسلام إلى الأرض.

كما قامت أبولو ١٠ بالدوران حول القمر عام ١٩٦٩، قبل أن تنجح أبولو ١١، ومن بعدها أبولو ١٢، بإنزال رواد الفضاء على سطحه.

وقد وفرت هذه الرحلات، إضافة إلى أربع رحلات أبولو أخرى حطت لاحقاً على سطح القمر، كنزاً من العينات والبيانات العلمية.

 

وقد بيَّن تحليل هذه البيانات أن عمر القمر حوالي ٤.٥ بليون سنة، ويقارب عمره بذلك عمر الأرض نفسها.

ومن هذا المنظور قوي احتمال تكوّن القمر من مخلفات مواد الأرض عندما إصطدم كويكب بحجم الكوكب مع قشرة الأرض حديثة الولادة.

يُعزى وجود غالبية الأخاديد على سطح القمر إلى إصطدام كويكبات وشهب به– إذ لايوجد غلاف جوي للقمر يساعد على أبطاء سرعة هذه الأجرام السماوية.

لكن مسبار ناسا كليمنتين، التابع لبرنامج الدفاع الاستراتيجي الأمريكي، التقط صوراً لأخدود بركاني في الجانب البعيد من القمر خلال مسحه الكامل لسطحه عام ١٩٩٤.

ومن بين الاكتشافات الجديدة اكتشاف الجليد تحت الأرض على مقربة من قطبي القمر، الذي كشف عنه مسبار لونار بروسبكتور عام ١٩٩٨.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى