علم الفلك

المحاولات العديدة للتنبؤ عن أحوال الجو

2012 الأحوال الجوية في دولة الكويت

صالح العجيري و محمد أحمد عيسوي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

المحاولات العديدة للتنبؤ عن أحوال الجو علم الفلك

لقد تطور علم الظواهر الجوية (الميتيورولوجيا) تطورا كبيرا خلال هذا القرن نتيجة وفرة المعلومات الرصدية لحالة الجو ، وبسبب التطورات التي حدثت في مجال التنبؤات الجوية.

ففي القرن التاسع عشر وفي مستهل القرن العشرين كانت التنبؤات الجوية تعتمد على الممارسة والتخمين ، واستمر الحال حتى ما بعد الحرب العالمية الأولى.

بعدها ظهر مفهوم سطوح الانفصال الهوائية (الجبهات) بين الكتل الهوائية المختلفة الصفات على يد العالم النرويجي بيجركنس والعاملين معه.

 

حيث حدث تحول كبير في علم التنبؤ وكل علم الأرصاد الجوية من علم تجريبي إلى علم حقيقي يعتمد على قواعد ونظريات علمية، غير إن الطريقة التخطيطية Graphical Method  بقيت هي المتبعة في التنبؤات الجوية بالإضافة إلى خطوط تساوي الضغط المعمول بها سابقا.

ويحتاج المتنبئ لتقدير الحالة الجوية لمعرفة أمرين أساسيين : أولهما حالة الجو الحاضرة وثانيهما القوانين الطبيعية المتحكمة بالتغيرات التي تتعرض إليها أحوال الجو ، وهما لا يخلوان من المصاعب التي تتمثل في عدم التكافؤ ما بين الرصدات السطحية ورصدات المستويات العليا.

فالوفرة الضخمة في عدد الرصدات السطحية يقابلها فقر كبير في عدد رصدات المستويات العليا من الجو رغم الأهمية الكبرى للرصدات العلوية في عملية التنبؤ الجوي

 

وتتمثل الصعوبة الأخرى في الاتجاه العلمي للتنبؤات الجوية ، فعلى الرغم من أن القوانين الطبيعية التي توضح بدقة التغيرات في حالة الجو أصبحت معروفة بشكل جيد إلا أن الصيغ الرياضية لتلك القوانين معقدة جدا

وأن الحلول الكاملة لتلك المعادلات الرياضية غالبا ما تكون غير ممكنة بسبب التفاعلات المتبادلة بين متغير وآخر، حتى مع استخدام الأساليب الحديثة والتجهيزات المتطورة فان التبسيطات التي تمت في تلك المعادلات خلقت بعض الانزياح عن حقيقة الجو الفعلي.

 

وعلى الرغم من تلك الصعوبات الأساسية إلآ أن هناك محاولات عدة للتنبؤ عن أحوال الجو، يمكن حصر تلك المحاولات في اتجاهين مختلفين كليا عن بعضهما:

أ- الاتجاه الموضوعي: وهو التنبؤ الذي يقوم على المعادلات الرياضية المعبرة عن القوانين المنظمة لفيزيائية الجو وحركته (التنبؤ العددي Numerical Forcasting ).

وقد دخل الكمبيوتر حديثا في هذا الاتجاه مستخدما في حل تلك المعادلات مختصرا الوقت ولمزيد من دقة النتائج.

غير إنه تجدر بنا الإشارة هنا إلى أن تلك المعادلات تمثل أحوالا تقريبية ( وليست حالات ممثلة بدقة لما هو موجود فعلا) للقوانين الجوية، ولذا فإن نتائجها تكون أيضا تقريبية رغم استخدام أحدث المبتكرات الحضارية في حلها.

 

ب- الاتجاه الشخصي (الذاتي): وهو يعتمد على المتنبئين بصورة مباشرة معتمدين بذلك على معارفهم النظرية العامة وعلى خبرتهم العملية في تقييم أحوال الجو السابقة والحاضرة، وبناء استمراريتهم وتطلعاتهم المقبلة في محاولة منهم لإعطاء صورة عما سيكون عليه الطقس في المستقبل – خلال فترة زمنية محددة. وتشمل هذه الطريقة:

1 – أسلوب النماذج : من خلال دراسة سلسلة متتابعة من خرائط طقس فترة زمنية طويلة.

2 – أسلوب التشابه: تعتمد هذه الطريقة على أوضاع جوية محددة لها ما يشابهها من أوضاع جوية ماضية.

3 – أسلوب الإستكمال والادخال : وهذا أسلوب مفيد جدا وواسع الانتشار في مجال التنبؤات الجوية ، يقوم على مبدأ الاستمرارية انطلاقا من حركة الطقس القائمة ربطا مع اتجاه الطقس الماضي وتقديرا لوجهته المقبلة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى