العلوم الإنسانية والإجتماعية

أهمية “التَقْويم” في الأمور الحياتية المختلفة

1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

أهمية التقويم التقويم العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

يقوم الإنسان على الدوام بقياسات يومية لكل الأمور المحيطة به، ويستخدم في ذلك أدوات معينة، مثل الميزان لقياس الأوزان، والمتر لقياس الأطوال، والساعة لقياس الزمن، والاختبارات لقياس التحصيل الدراسي.

وفي هذه الحالات تأتي القياسات دقيقة، لأنها تعتمد على أدوات تتميز بالدقة والموضوعية. وهذا ما يسمَّى بالقياس.

وبعد أن يقيس الفرد ويُقدِّر الأشياء بصورة كَمِّية، يبدأ بإصدار أحكام عليها، مثل كبير، صغير، بعيد، ثقيل، ممتاز، وغيرها، وهذا ما يعرف بالتقويم.

 

فالتقويم هو إصدار أحكام تعتمد على القياس، من أجل تشخيص نواحي القوة ونواحي الضعف في ضوء أهداف واضحة ومُحَدَّدَة.

فعندما يحصل التلميذ على تسع درجات من عَشْر (وهذا قياس) نصفُه بأنه ممتاز (وهذا تقويم)، لأنه وصل إلى المستوى المنشود.

ونحن نستخدم التقويم باستمرار في حياتنا اليومية. فعندما نريد زيارة صديق في الأحمدي، مثلاً، ونعرف أن المسافة بينها وبين الكويت أربعون كيلو متراً (قياس) يكون تقديرك وحكمك على هذه المسافة بأنها بعيدة (تقويم)، لذلك لا بد أن تستخدم السيارة للوصول إليها.

 

لكن إذا أردت زيارة جارك والمسافة إلى منزله 100 متر (قياس) إذن فالمنزل قريب (تقويم)، ولا تحتاج إلى السيارة لزيارة هذا الصديق.

وبهذا يتضح أن التقويم جزء من حياتك اليومية، بل مُنظِّم لها، ومن خلاله تتَّحدد علاقتك بالعالم الخارجي.

وإذا تخطينا أهمية التقويم على المستوى الفردي وحدوده بالحياة العامة، نجدْ أن التقويم يرتبط بالمؤسسات الصغيرة والشـركات الكبرى والأعمال على اختلاف أنواعها.

 

فالمدرِّس يُقوِّم طلبته لتعرُّف الصعوبات التي تواجههم، وفاعلية الأسلوب الذي يستخدمه في تدريسهم، ومدى تحقيق ما يريد أن يحققه من مهمة التدريس.

والمسؤول يُقوِّم موظفيه حتى يعرف مستوى أدائهم وكفاءتهم، ومن ثَمَّ يقرر ترقيتهم، أو علاجَ جوانبِ القصور فيهم.

والشركات تقوِّم مبيعاتَها حتى تقرر إما الاستمرار في سياسة بيعها الحالية أو تغييرها.

 

ومن هذا يتضح أن التقويم بهذا المستوى يحتاج لأدوات قياس علمية، ولا يُكتفى بالانطباعات الذاتية أو بالتخمين الرقمي فقط.

إن اتباع أساليب التقويم بكفاءة يساعد على اتخاذ القرارات بصورة سليمة، وهذا ما يميز المجتمعات المتقدمة عن المجتمعات المتخلفة.

فالقرار يُتَّخَذُ في المجتمعات المتقدمة بناء على قياسات وأحكام صادقة وحقيقية، مما يدفعها لمزيد من التقدم، بينما يَعيب التقويم في المجتمعات المتخلفة تأثُّر القرارات بالأهواء الذاتية، مما يؤدي لمزيد من العشوائية غير المدروسة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى