علم الفلك

الكويكبات

2013 أطلس الكون

مور ، السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

الكويكبات

يقع بعد مدار المريخ الحزام الرئيسي للكويكبات أو الكواكب الصغرى. فقط واحد منها (سيريس) يتجاوز قطره 900 كيلومتر (560 ميل)، وأحدها فقط (ڤيستا) يمكن رؤيته بالعين المجردة، فمعظم أعضاء هذا السرب في غاية الصغر فعلاً، وهناك أقل من 20 من كويكبات الحزام الرئيسي يبلغ عرضها 250 كيلومتر (150 ميل).

سيرس (Ceres)، وهو أكبر عضو في هذه المجموعة، تم اكتشافه من مرصد باليرمو في 1 يناير 1801 – أول يوم من القرن الجديد – على يد ج. بياتزي (G. Piazzi). الذي لم يكن يبحث عن أي شيء من هذا القبيل؛ إذ كان يُعِد فهرسا جديدًا للنجوم حينما اكتشف جسمًا يشبه النجم يتحرك بشكل ملحوظ من ليلة إلى أخرى. كان هذا من المفارقات نظرًا لأن البحث عن الكواكب كان ينظمه فريق من الفلكيين الذين أطلقوا على أنفسهم اسم ‘الشرطة السماوية’. فقد أدت علاقة رياضية تربط بين بعد الكواكب المعروفة عن الشمس، إلى الاعتقاد بأرجحية وجود كوكب إضافي بين مساري المريخ والمشتري، وكانت ‘الشرطة’ قد بدأت فعلا بالعمل قبل اكتشاف بياتزي المحظوظ، وتمكنوا من اكتشاف ثلاثة كويكبات أخرى – بالاس (Pallas)، وجونو (Juno)، ڤيستا (Vesta) – بين عامي 1801 و1808، ولكن الاكتشاف التالي، أسترايا (Astraea)، تأخر حتى عام 1845 بعد أن انحلت ‘الشرطة’ بفترة طويلة. ومنذ عام 1847، لم يمر عام دون اكتشافات جديدة، حتى أن العدد الإجمالي للكويكبات التي تم تحديد مساراتها بدقة يتعدى بكثير 40,000 كويكب. كما تم اكتشاف أجسام أصغر حجمًا، ثم فُقدت ثم أعيد اكتشافها؛ وهكذا فإن 878 ميلدريد، الذي اكتشف أصلاً في عام 1916، ‘ظل مفقودا’ حتى أعيد اكتشافه في عام 1990. لمعظم كويكبات الحزام الرئيسي مدارات شبه دائرية ، إلا أن زاوية ميل بعضها كبيرة– حيث تبلغ 34° في حالة بالاس، على سبيل المثال. وهي تميل إلى التجمع على شكل ‘عائلات’ ، مع وجود مناطق محددة أقل اكتظاظًا. ويعود هذا لقوة شد الجاذبية العالية لكوكب المشتري، ويبدو من المؤكد أن تأثير المشتري المُخرب هو الذي منع تشكل كوكب أكبر في هذه المنطقة.

ليست جميع الكويكبات متشابهة. فالأعضاء الأكبر حجمًا من المجموعة منتظمة تمامًا في الشكل ، بالرغم من أن الثاني، بالاس، ثلاثي المحاور، وقياساته 580 X 530 X 470 كيلومتر (360 X 330 X 290 ميل)، أما الكويكبات الأصغر فهي بلا شك غير منتظمة في الشكل الخارجي؛ والاصطدامات لا بد أنها كانت – ولا زالت – كثيرة نسبيًا. وكذلك تركيبها ليس واحدًا؛ فبعض الكويكبات غني بالكربون، وبعضها بالسليكون، وبعضها الآخر غني بالمعادن. وللرابعة، ڤيستا، سطح تغطيه صخور نارية؛ 16 سايكي (16 Psyche) غني بالحديد؛ كل من 246 أسبورينا (246 Asporina)و 446 أيتيرنيتاس (446 Aeternitas) يبدوان بالكامل تقريبًا من الزبرجد الزيتوني (olivine) النقي، بينما في عام 1990 عثر على مؤشرات لمركبات عضوية على أسطح قلة من الكويكبات، بما فيها 279 ثول (279 Thule) البعيد بشكل غير معتاد. وبعض الكويكبات عاكسة بشكل معقول، بينما هناك أخريات، مثل 95 أريثوسا (95 Arethusa)، أشد اسودادا من قعر منجم فحم.

سيرس، الذي يبلغ قطره 975 كيلومتر (606 ميل)، دائري بشكل كبير؛ وقد يكون هناك لب صخري يحيط به غلاف جليدي. وتبلغ الكثافة الإجمالية للكرة 2.1 ضعف كثافة الماء، في حين أن سرعة الإفلات وهي 0.5 كيلومتر في الثانية (0.3 ميل في الثانية) ربما بالكاد تكفي للاحتفاظ بغلاف جوي رقيق جدًا نظرًا لحرارة السطح المنخفضة، والتي لا تبلغ أبدًا 0° درجة مئوية. القدْر الأعظم هو +7، وذلك خارج نطاق رؤية العين المجردة لمعظم الناس. ولا يُعرف سوى القليل عن تضاريسه السطحية، بالرغم من أن مقراب هابل الفضائي قد كشف عن معلمٍ أطلق عليه اسم مناسب هو بياتزي. في عام 2006 تم إعادة تصنيف سيرس على أنه ‘كوكب قزم’ ، إضافة إلى إيريس

(Eris( وبلوتو (Pluto) اللذين يقعا بعد نبتون. وبصراحة هذا يبدو غير منطقي؛ فلم يتم ترقية سيرس إلى هذه الدرجة، وليس بالاس أو ڤيستا؟

ڤيستا أشد الكويكبات سطوعًا، ويستطيع الوصول إلى قدْر هو 5.6. وهو ثلاثي المحور (أقصى قطر يبلغ 578 كيلومتر، 359 ميل). ربما يحتوي على لب غني بالحديد، ويعلوه غلاف لب من الزبرجد الزيتوني، ثم القشرة؛ أما الانسكابات الحممية فأمر معتاد. تم تحليل التضاريس السطحية من قبل مقراب هابل الفضائي، وأبرزها فوهة تبلغ 460 كيلومتر (286 ميل) متمركزة بجانب القطب الجنوبي؛ ويُقدرُ العمق بحوالي 13 كيلومتر (7.7 ميل) وهناك قمة رئيسية. ثمة افتراض بأن الكويكب الصغير 1929 كولا (1929 Kollaa) لعله شظية من ڤيستا.

لا بد أن الاصطدامات معتادة في الحزام الرئيسي، والكثير من الكويكبات الصغيرة لها أشكال غريبة. فعلى سبيل المثال، 216 كليوباترا (216 Kleopatra) لها شبه ملحوظ بعظمة كلب! ولبعضها أقمار تابعة، بينما لون 253 ماثيلدا (253 Mathilde) أسود كالفحم وسطحه ممتلئ بالفوهات لدرجة تجعله يبدو مسامي؛ ومن المناسب أن الفوهات الرئيسية أطلق عليها أسماء مناجم فحم مشهورة. يزخر حزام الكويكبات بتنوع كبير.

               

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى