التاريخ

الفراغ والأرقام والحلَّاقين … أعداء “توماس إديسون”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

اعداء توماس اديسون الفراغ والأرقام والحلَّاقين التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

(إن أشقى لحظات حياتي وأضيعها هي التي لا أجهد فيها عقلي بالتفكير) – كانت تلك كلمات إديسون الذي كان من صغره لا يكره شيئاً قدر كراهيته لأوقات الفراغ، حتي النوم- كما قال في مذكراته- كان يعتبره نصف موت.

وكانت أمه، كما بيَّنا، توليه الرعاية كلها وقد عقدت عليه الآمال الكبار.

وضاعف من هذه الأمال ما كانت تتوسَّمه فيه من ذكاءٍ وقدرةٍ نادرةٍ على حفظ ما يتلقى من معلوماتٍ إذ كانت مرة واحدة فقط تكفيه لاستماع الدرس بعدها لا يبرح ذاكرته!.

ولكن الغريب حقاً أن صاحب ذلك العقل العلمي العبقري الجبَّار لم يكن يحب الحساب، وإنما كان يكره الرياضيات بصفة عامة ويمقُتها مقتاً شديداً! ولبث في كرهه هذا للأرقام منذ طفولته حتى آخر عمره. وفي المقابل – كما أشرنا- كان عاشقاً للكيمياء.

وكان إديسون يكره كذلك الذهاب إلى الحلَّاق لقص شعره، ولبثت كراهيته للحلاقة هذه تلازمه من طفولته إلى شيخوخته.

وجدير بالذكر أن إديسون لم يكن وحده بين العباقرة الذي كان يكره الجلوس على مقعد الحلَّاقين، فقد كان السَّاخر برنارد شو والرسَّام بيكاسو والفيلسوف بيرتراند رسل وطاغور مثله تماماً.

كان كل منهم يترك شعره مسترسلاً لا حُباً في ذلك بل كراهةً منه للحظات التي يقضيها تحت رحمة مقص الحلَّاق وثرثرة الحلَّاقين! (لو عثرت على حلَّاق يقص لي شعري وأنا مستغرق في النوم دون أن يوقظني أو حتى أشعر به لظلَّ حلَّاقي طول حياتي!) – تلك كانت كلمات إديسون بهذا الخصوص.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى