البيولوجيا وعلوم الحياة

العلاقة بين الجينات المحوّرة والتشوّهات الخلقية للذرة

2014 البذور والعلم والصراع

أبي ج . كينشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيولوجيا وعلوم الحياة

كان هناك آخرين غير مقتنعين تماماً، على الرغم من أنهم يعتقدون أن من شأن ذلك أن يجعل الأمر أسهل بالنسبة إليهم إذا توقف المزارعين عن اعماد على التحاليل المختبرية للكشف عن التلوث.

فأحد المزارعين البيئيين (Oaxaca, April 4, 2006) في منطقة مكستيكا (Mixteca) قال لي إنهم إذا عرفوا أن التحوّر الجيني يسبب تشوّهاً، فإنهم سيخبرون الناس «انظر، إن هذه التشوهات الخلقية تشير إلينا أن هناك تلوثاً». مضيفاً، وهذه «ستساعدنا كثيراً، لكننا أيضاً نأمل هذا لن يحدث».

لقد اقترح هؤلاء الذين ترسّخت في مشاعرهم فكرة أن الذرة المهندسة وراثياً هي سبب التشوهات الخلقية، بأن التجارب نفسها قد لا تكون قادرة على التقاط إشارة للجينات المحوّرة وراثياً في الأجيال اللاحقة للنباتات.

فقد سمعتُ هذا الادعاء مراراً وتكراراً من النشطاء الذين يشككون بشكل متزايد في الأدوات المساعدة لأدوات التشخيص الموجودة. لقد وصلوا إلى الاقتناع بأن سلسلة الجينات المحورة وراثياً لربما تكون قد انشطرت خلال عملية إعادة التركيب [البروتيني] بحيث لم يعد بالإمكان التعرف عليها بواسطة الاختبارات الجزيئية التي يستخدمونها.

لقد أشار العديد من  أعضاء الشبكة الناشطة أنه قد يكون هناك احتمال بأن يحصلوا على نتائج سلبية كاذبة (أي أن النباتات التي تمّ فحصها والتي كانت نتيجتها سالبة لربما ما زالت تحتوي على سلسلة من الجينات المحورة وراثياً)(8).

يعتقد علمييو الزراعة الذين قابلتهم، أن فكرة أن التلوث بالتحوّر الجيني يمكن أن يقود إلى تشوهات في الذرة، هي فكرة مشكوكٌ فيها في أحسن الأحوال. إلا أنه كل واحد منهم قدم  تفسيراته المختلفة تماماً حول أسباب التشوهات الخلقية التي تحدث الآن.

 

فأحد باحثي الحكومة في الذرة(Oaxaca, March 28, 2006) يصرّ على عدم رؤيته لأي حالة من حالات التشوه الخلقي طيلة السنوات التي عمل فيها [بهذا الجانب]، وادعى أن وجود صلة ما بين الجينات المحوّرة والتشوّهات الخلقية مسألة غير قابلة للتصديق.

كما أنه يعتقد أن انتشار المعلومات المضللة بواسطة النشطاء جاءت لإثارة الخوف من المحاصيل المهندسة وراثياً، ونوّه أحد المهندسين الزراعيين لي (Oaxaca, March 22, 2006) أن مثل هذه التشوّهات الخلقية كانت دائمة الحدوث، وأن المنتجين، قد أوّلوها مزيداً من الاهتمام منذُ اكتشاف تلوث الذرة المهندسة وراثياً.

أحد علميي البيولوجيا قدم تفسيراً آخر (Mexico City, November 25, 2005)، إذ ذكرَ بثقة أن التشوّهات الخلقية التي كان يجري الإبلاغ عنها ما هي إلا نتيجة لـ «التزاوج الداخلي»(Inbreeding) الذي يسبّب إثارة «الجينات المتنحية»(Recessive Genes).

ويعتقد أحد الباحثين العلميين الحكوميين في الذرة (Oaxaca, Febuary 6, 2006) أن العلاقة ما بين التشوّهات الخلقية والتحوّر الوراثي في الذرة تستحق التحقّق منها، قائلاً قد يكون من الممكن إيجاد احتمال قابلية الإصابة بالمرض، إذا لم يتم تكييف النباتات المحورة وراثياً [لظروف] المنطقة.

إلا أنه أشار إلى أن الأولوية القصوى هي تحديد الأسباب الأكثر رجاحةً (التي تشمل، الفطريات والبكتيريا، وحتى التغيرات الفيسيولوجية بسبب التهجين مع الأقارب من النباتات البرية) وإيجاد حلّ للتشوهات الخلقية التي يلاحظها المزارعون، لأن مثل هذه الأمراض تقلّل من كمية الذرة المحصودة. وهو يشك في أن ما كان يشاهده [المزارعون] قد يكون نتيجة لنوع من الفطريات التي كثيراً ما تتعرض لها زراعة الذرة البيضاء.

 

بالنظر للتفسيرات البديلة المتناقضة الصادرة عن العلميين حول ظهور التشوّهات في نبات الذرة، فليس من المستهجن أن يستمر أعضاء شبكة «الحصيرة» في الدفع قُدُماً بفرضيتهم. ومع بقائهم على اقتناع، بأن صور النباتات المشوهة تثير مخاوف قوية حول الذرة المهندسة وراثياً، قام نشطاء الريف بتصوير النباتات المشوهة خلقياً التي عثروا عليها على نطاق واسع.

واتخذت صور النباتات الملوثة خلقياً مكانه في الجهود الرامية لتعليم المزارعين ماهية التكنولوجيا الحيوية. فإحدى المحفزات للزراعات البيئية (Oaxaca, March 27, 2006) قالت لي، هي وابنة أحد المزارعين:  نعم، إنه من الصعب شرح (الهندسة الوراثية)، ولكن ذلك يكون سهلاً حين أعرض صوراً  لتشوّهات نبات الذرة. نحن لا يمكننا أن نفسّر التحول الذي طرأ على البذور بصورة تامة، وخاصة كل التلاعب بالجينات، ولكن ما يمكننا شرحه هو النتائج، لأننا نمتلكها. الآن نأتي بالصور ونقول لهم انظروا إلى ما يحدث في تلك المنطقة أو انظروا إلى ما يحدث في قريتكم. لربما ليس في حقلك، ولكن هذا قد يكون جارك ولذلك عليك اتخاذ تدابير ما لمنع حدوث ذلك.

 

في أوائل عام 2005م، وضع النشطاء ملصقات كبيرة لبعض الصور، ونظّموا مظاهرة على مجلس النوّاب في ولاية أواكساكا. وأحضر منتجو الذرة في الولاية النباتات المشوّهة أيضاً، ولوّحوا بها أثناء الاحتجاج.

حيث كان الهدف من هذه المظاهرة هو حثّ المشرعين على إقرار قانون في الولاية من شأنه حماية التنوّع البيولوجي للذرة. فقانون السلامة الأحيائي الخاص بالكائنات المهندسة وراثياً، قد تمّ تمريره على المستوى الاتحادي في كانون الأول/ ديسمبر 2004م، وكان النشطاء يأملون من الولاية أن تصدر لوائح تنظيمية أقوى من تلك التي حددها القانون الاتحادي.

على أية حال، فإن المشاركين في تلك المظاهرة لم يشعروا بأن احتجاجهم قد أثمر أثراً كبيراً. هذا، وقد عززت هذه النتيجة الاعتقاد بعدم جدوى [الاحتجاجات].

فواحد من النشطاء في الدفاع عن حقوق السكان الأصليين في المناطق الريفية(Oaxaca, March 6, 2006) قال إن المظاهرة في أواكساكا «لم يكن لها الأصداء التي كنا نأملها، وبالتالي، مع ذلك، سوف نستمرّ بمواصلة العمل لصالح مجتمعاتنا»

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى