الطب

العلاج الأسـري المتبع لحالات “فقدان الشهية العصبي”

1997 فقدان الشهية العصبي

الدكتور أحمد محمد عبدالخالق

KFAS

العلاج الأسري المتبع لحالات فقدان الشهية العصبي الطب

يستخدم العلاج الأسري عادة مصاحباً للعلاج الفردي في حالة المراهقين وصغار الراشدين ممن يعانون من فقدان الشهية العصبي.

وقد يوجّه جانب من الطرق الفنية لعلاج أسرة المريض بفقدان الشهية العصبي, فيركز المعالج على تغيير أنماط السلوك الأسري المتركزة على موضوعات الكفاءة والقوة, في حين تدعم – في الوقت نفسه – الحدود الواضحة بين أعضاء الأسرة.

وينظر المعالج إلى فقدان الشهية العصبي- في هذا النوع من العلاج- لا على أنه مرض يؤدي إلى عجز المريض وعدم قدرته على الأكل, بل على أنه ثورة عنيفة يجب أن يستجيب لها الآباء والأمهات بحزم.

وعلى حين أن المعالجين النفسيين يفحصون صراعات الفرد ويعتقدون أنها السبب في اضطرابات الأكل, فإن أصحاب العلاج الأسري- على النقيض من ذلك- ينظرون إلى المريض باضطرابات الأكل على أنه فرد يستخدم أعراضه على أنها وسيلة لطلب المساعدة, وأسلوب للبحث عمن يمد له يد العون لحل صراعاته الأسرية, إذ تتميز أسر المرضى بفقدان الشهية العصبي- في المقام الأول- بخاصية الإيقاع في الشَّرك (المصيدة), والتذبذب بين الحماية الزائدة والتساهل أو الترك.

 

ويمكن أن يعكس تصلب الابنة ورغبتها في الكمال قيماً مناظرة لدى أمها, وقد تكون العلاقات الأبوية مضطربة بعمق, نتيجة للمشكلات والصعوبات المتبادلة في كل من: الألفة أو المودة والثقة, ولكن يغطيها ويخفيها بنوع من القناع الزائف من أن وظائف الأسرة تسير سيراً حسناً مع الواجهة غير الحقيقية من الولاء للأسرة والإخلاص لها.

وقد لاحظ أحد الباحثين أن الطفل الذي تبدو عليه أعراض اضطرابات الأكل, كثيراً ما ينشر الصراعات الأسرية, كما أن نمو هذا الطفل وتطوره يمزق التوازن في نسق الأسرة ونظامها.

ويستخدم العلاج الأسري طرقاً فنية للعلاج غير المباشر بوصفه وسيلة لتغيير الاعتقادات الجامدة والمتصلبة للأسرة, مع تغيير أنماطها السلوكية التي لا تتصل بمشكلة فقدان الشهية العصبي فقط بل ترتبط أيضاً بالأسلوب العام الذي تنتهجه.

 

وعلى الرغم من شيوع المشكلات في العلاقات الأسرية في مرض فقدان الشهية العصبي, فليس هناك دليل مقنع على أن الاستخدام العام للعلاج الأسري يحسن المريض.

وإذا كان لهذا العلاج أن يستخدم, فيجب أن يكون ذلك لحالات مختارة, بحيث يبدو أن المشكلات الأسرية متعلقة بوجه خاص بفقدان الشهية العصبي, بشرط أن يرحب أفراد الأسرة بالاشتراك في العلاج.

وأخيراً, فمن الممكن القول- بوجه عام- بأن العلاج السلوكي مطعماً بالعلاج المعرفي له الأفضلية في علاج حالات فقدان الشهية العصبي.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى