العلوم الإنسانية والإجتماعية

“الصرع”… إحدى المشاكل الصحية المدرسية

2004 في بيولوجية الإنسان والتربية الصحية

ضياء الدين محمد مطاوع

KFAS

الصرع المشاكل الصحية المدرسية العلوم الإنسانية والإجتماعية الطب

قد يتعرض التلميذ أثناء وجوده في المدرسة إلى بعض المشكلات الصحية، ومن أمثلة ذلك تعرضه لنوب صرعية.  وعلى المعلم أن يتخذ افجراءات المناسبة حيال هذه المشكلة، وذلك بتعرف بعض أبعادها.

فالصرع Epilepsy، هو حالة من الخلل العصبي الوظيفي ناتجة عن نشاط كهربي زائد وغير منتظم في المخ. 

وتتعدد أصنافه وتتنوع أشكال نوبه، فمنها النوب الكبرى والصغرى والنفسية الحركية (النفسحركية). 

وقد ترفض بعض المدارس إبقاء مرضى الصرع بين تلاميذها، حتى بعد توقف النوب وعودة التلميذ إلى حالته السوية.

والصورة النمطية لنوب الصرع هي "النوبة الكبيرة"، التي يفقد فيه المريض وعيه كاملاً، ويسقط على الأرض، وتتقلص عضلاته وتنقبض انقباضات شديدة، ويزرق وجهه، ويخرج الزبد من فمه، وقد يعض لسانه فيخرج هذا الزبد مختلطاً بالدم.

وقد يُظن خطأ أن المصاب في حالة ألم شديد، وأنه على وشك الوفاة إن لم يكن توفي بالفعل، ولكن هذه الظنون غير صحيحة.

 

أما النوب الصغرى، فلا تتعدى مدتها ثواني معدودة، ولا يفقد فيها المريض وعيه.  ويبدو في أثنائها سرحان المصاب وحملقته في الفضاء، وقد ترتجف جفونه ويشحب لونه قليلاً، ثم يعاود اتصاله بمن حوله دون أن يتبين ما ألم به من غفوة. 

وكثيراً ما تمر هذه النوب دون أن يتبينها أحد، إلا أنها تؤثر على انتباه المصاب فيضعف تحصيله الدراسي.  ويحول إلى المختص الاجتماعي أو المرشد الطلابي، لمعرفة أسباب تدهور مستواه الدراسي.

وقد ينتبه المعلم أو أولياء الأمور إلى هذه الغفوات، ولا سيما عندما يسقط من التلميذ ما في يده أحياناً، أو عندما يسقط هو نفسه على الأرض للحظات، ثم ينهض. فإذا ما تكرر ذلك منه، وجب عرضه على الطبيب المختص.

وهذه النوبات يسهل التأكد منها بالفحص المخ (بالرسام الكهربائي للمخ) حيث يوجد لها نمط تشخيصي مميز.

 

أما النوب النفسية الحركية (النفسحركية) فهي نوب يصعب تشخيصها على غير المختصين من الأطباء، إذ إنها لا تسبب فقدان الوعي، بل يظل المريض في اثنائها متفاعلاً مع ما يحيط به من أفراد أو أشياء، ولكنه يكون في حالة تشبه الحلم، أو بتعبير أدق تشبه ما يعترينا أحياناً اثناء اللحظات الاولى من الاستيقاظ التي لا نستطيع أن نتذكر تماماً ما حدث منا في أثنائها، إنها حالة من غياب الوعي دون فقده. 

ويبدو المريض وكأنه في حالة وعي تام، وإن كان في غيبة وغالباً ما يكون سلوك المريض في أثناء تلك النوبة عدوانياً في أغلب الحالات، فقد تؤدي محاولة إيقافه عن الحركة إلى ازدياد حدة عدوانيته، فيؤدي ذلك إلى أفعال يعاقب عليها القانون. 

وقد تنشأ مشكلة قانونية يصعب معها إقناع القضاء بأن المريض لم يكن في تمام وعيه، وبالتالي فهو غير مسئول عما بدر منه.

وكثيراً ما تأخذ تصرفات المريض أنماطاً تقترب من الصورة الإكلينيكية لبعض الأمراض العقلية مثل الفصام، فيعالج على هذا الأساس. 

 

أما أكثر الحالات فتفسر عادة على أنها سلوك إجرامي يستحق العقاب، أو تصرفات غير لائقة تستحق اللوم والتربية من الوالدين.  وقد تشخص على أنها حالة "هستريا".

إن أول ما يلفت النظر أن النوبة الصرعية تأتي بغتة دون مقدمات وبلا مبررات من الظروف المحيطة بالمريض، ثم نلاحظ أن تصرفات المريض في أثناء النوبة لا تشبه نمط سلوكه المعتاد من قريب أو بعيد.

إن الانواع الثلاثة التي ذُكرت هي أشهر أنواع الصراع، ولكن الطب العصبي قد تبين وجود أنواع متعددة من الصرع لا يمكن تصنيفها تحت الأنواع الثلاثة السابق ذكرها، وقد لا يتأثر فيها الوعي، ولكنها كلها تتميز بحدوثها في شكل نوب مباغتة من اضطراب الوظائف الجسمية، وتصحبها غالباً تغيرات في الرسم الكهربائي للمخ، كما أنها تستجيب للعلاج بالعقاقير المضادة للصرع.

 

إن دور المعلم تجد التلاميذ المصابين بالصرع هو حمايتهم من الاصطدام بالأجسام الصلبة أو الحادة، إذا ما انتابتهم نوب التشنجات الصرعية الكبرى، وكذلك الحرص على إبعاد لسان المصروع من بين فكيه، كي لا يلحق به الضرر.

أما دوره حيال المصابين بالنوب الصغرى والنفسحركية فهو إبلاغ ملاحظة عنهم إلى المختصين في المدرسة، وأولياء الأمور لاتخاذ التدابير العلاجية المناسبة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى