النباتات والزراعة

الزراعة العضوية: أسباب التوجه إليها ونموّها وازدهارها دولياً

2014 البذور والعلم والصراع

أبي ج . كينشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

النباتات والزراعة الزراعة

العديد من المزارعين العضويين في الإقليم هم أعضاء في الهيئة العامة للزراعة العضوية في ساسكاتشوان (Saskatchewan Organic Directorate: SOD)، وهي منظمة غير ربحية تعمل على تعزيز الزراعة العضوية من خلال إجراء البحوث، والتعليم، والدفاع عنها، وتبادل المعلومات حولها.

وتساعد الهيئة العامة للزراعة العضوية في ساسكاتشوان المزارعين على التحول إلى الزراعة العضوية من خلال تحديد الوكالات المانحة للشهادات المعتمدة في الزراعة العضوية، وتسهيل تبادل المهارات الزراعية، والدفاع عن فوائد المنتجات العضوية.

من خلال المقابلات التي أجريتها مع المزارعين العضويين في إقليم ساسكاتشوان، وجدتُ أن القلق البيئي والصحي لم يكونا عادة هما السبب الأساسي أو الوحيد لتبنّي ممارسات الزراعة العضوية، [بل هناك أسباب أخرى].

فعلى سبيل المثال، قال أحد المزارعين العضويين (Saskatchewan, July 14, 2006)، إنه بالإضافة إلى عدم سعادته بسبب رشّ المواد الكيماوية «فأنا لم أكن سعيداً قط بهذا النوع من الشركات التي تسيطر على الزراعة، وحقيقة الأمر أنه إذا كنت ممن مدخلاتهم الزراعية عالية، فأنت ستكون لهؤلاء مثل شركة مونسانتو، كي يتسنّى [لك] حقاً دعكي بطريقة خاطئة. وعليه كانت تلك طريقة لمحاولة الخروج من تحت سيطرتهم (Underneath the Thumb) بإرسال أرباحك الخاصة بك باتجاه وسيط».

 

بدأت الزراعة العضوية في إقليم ساسكاتشوان منذُ عام 1969م، حينما حوّل كل من آلمر ليرد (Elmer Laird) وغلاديس ليرد (Gladys Laird) حقليهما للزراعة باستخدام المنهج العضوي، من أجل تقليل التكلفة العالية للمدخلات الكيمياوية(8)، في وقتٍ أصبحت الزراعة العضوية في كندا ذات مكسبٍ مفيد(9).

ففي سبعينات القرن المنصرم، وجدت الزراعة العضوية طريقها في عدة أقاليم، وبدأ عدد قليل من الباحثين الجامعيين دراسة وتدريس الزراعة المستدامة بيئياً، وفي ذات الوقت، نمت الزراعة العضوية نمواً سريعاً دولياً.

هذا النمو جاء بمعية إنشاء الاتحاد الدولي لحركة الزراعة العضوية، عام 1972م، مما ساعد على إيجاد الصلة ما بين دُعاة الزراعة العضوية حول العالم جميعهم (10). إلا أن صناعة الزراعة العضوية لم تأخذ شكلها المعاصر إلا في ثمانينات القرن المنصرم، حين بدأت منظمات الزراعة العضوية إنشاء وكالات لإصدار شهادات معتمدة لمنتجات تلك الزراعة، وإصدار الملصقات على المنتجات العضوية.

وفي عام 1985م تم إنشاء رابطة التجارة العضوية لتمثيل مصالح الشركات العاملة بالمنتجات العضوية، وبحلول نهاية ثمانينات القرن العشرين، بدأت الحكومة الكندية تنظر بعين الاعتبار للزراعة العضوية، وموّلت برامج بحوث في مجال الزراعة المستدامة، وشرعت في مناقشات حول اللوائح الناظمة لملصقات «العضوية»(11).

لمّا كان قد تمّ رسمياً وضع معايير العضوية، خاضعة لإطار تنظيم الحكومات الوطنية، فقد خُفّضت مبادئ العضوية لتصبح مجموعة قواعد تتعلق بما هو مسموح أو ممنوع من المواد لاستخدامها في الحقل (Guthman 2004). وخصوصاً تلك المعايير التي تحظر استخدام المواد الكيمياوية المركبة، والأسمدة، أو الكائنات المهندسة وراثياً.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى