الطب

الأدوية الفموية الخافضة لسكر الدم والاعتبارات التي يجب أخذها عند تناولها

2013 أنت والسكري

نهيد علي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

قد تتمتع أقراص الأدوية الفموية الخافضة لسكر الدم بالفعالية لدى السكريين من النمط 2 الذين لا يتحقق ضبط مستوى سكر الدم لديهم من خلال النظام الغذائي وممارسة الرياضة

وقد ابتكرت في الولايات المتحدة الأمريكية فئات من أقراص الأدوية الخافضة لمستوى سكر الدم مثل مركبات السلفونيل يوريا، ومركبات البيغوانيد، ومثبطات إنزيم الغليكوزيداز ألفا، ومركبات الثيازوليدينديون، ومركبات ميغليتينيد، ويعمل الكثير من هذه الأدوية على مساعدة خلايا بيتا البنكرياسية لتعزيز إنتاجها للإنسولين، ولا يوصى بإعطاء مثل هذه الأدوية للحوامل.

مركبات السلفونيل يوريا: تعزز هذه المركبات إنتاج البنكرياس للإنسولين، وهي تتضمن الأدوية التالية:

– كلوربروباميد (ديابيناز)

– تولازيمايد (توليناز)

– غليبيزيد (غلوكوترول)

– تولبوتاميد (أوريناز)

– غليميبريد (أماريل)

– غليبوريد (ديابيتا، ميكروناز)

– غليبينكلاميد

– غليكازيد

 

ولكي تؤثر مثل هذه الأدوية تأثيراً مفيداً لا بد لمن يأخذها أن يكون من السكريين من النمط 1 الذين لديهم بنكرياس يؤدي بعضاً من وظائفه ، فمركبات السلفونيل يوريا تعزز عمل الإنسولين على مستوى الخلايا، وقد تؤدي إلى خفض مقدار الغلوكوز الذي يفرزه الكبد، ويقل تأثير هذه المركبات في الحالات التي يكون فيها النقص شديداً في إنتاج الإنسولين، ولمركبات السلفونيل يوريا فئتان من المركبات هما مركبات الجيل الأول ومركبات الجيل الثاني.

أما التأثيرات الجانبية لمركبات السلفونيل يوريا فتشمل حبس السوائل داخل الجسم، وما يؤدي إليه ذلك من زيادة الوزن، مع الأعراض الهضمية، وزيادة طفيفة في معدلات التعرض للأمراض القلبية والوعائية، والطفح الجلدي.

كما أنك ستتعرض لمخاطر أكبر لنقص سكر الدم إذا تأخرت في تناول وجبتك، أو امتنعت عن تناولها، أو قللت من تناول كمية الطعام التي تتناولها، أو مارست قدراً أكبر من التمارين الرياضية.

وقد تمس حاجتك إلى دخول المستشفيات إذا ظهرت لديك المضاعفات، ولاسيما عندما يكون الدواء الذي تتناوله هو الكلوربروباميد وهو أحد مركبات السلفونيل يوريا.

وهناك تفاعلات سلبية متبادلة بين مركبات السلفونيل يوريا وبين الأدوية الأخرى عندما تتناولها مع بعضها البعض، ونذكر على شكل خاص النقص الشديد في مستوى سكر الدم، ولاسيما عند تناول بعض الأدوية مثل مركبات السلفوناميد، والكلورامفينيكول، والكلوفيبرات، والفينيلبوتازون، والبيس هيدروكسي كومارين.

 

ويتمتع عدد لابأس به من مركبات السلفونيل يوريا بالقدرة غير المباشرة على إحداث ازدياد سكر الدم، ومنها الأدوية المدرة للبول التي تؤثر على الكمية المطروحة من البوتاسيوم في البول، مثل الفوروسيميد، والمركبات الكورتيكوستيروئدية، والاستروجينية، والديفينيل هيدانتوين.

ومن المركبات الأخرى التي لها التأثير ذاته أيضاً مركبات الساليسيلات والبروبانولول والمركبات المثبطة لإنزيمات المونوأميداز، مثل البنتاميدين.

ولمركبات الجيل الثاني من مركبات السلفونيل يوريا ميزة إضافية وهي أن فترة تأثيرها النصفي قصيرة، وأن وتيرة ترشيحها أو تصفيتها عن طريق نزع السمية عنها من قبل الكليتين والكبد سريعة. ومن هنا فإن مركبات هذا الجيل الثاني أكثر أماناً لدى كبار السن، والذين يميلون أكثر من غيرهم للإصابة بنوب متكررة من نقص سكر الدم.

 

مركبات البيغوانيد: إن مركبات البيغوانيد هي فرع آخر من فروع الأدوية الخافضة لمستوى سكر الدم، ومن أشهرها الميتفورمين (غلوكافاج)، وهي أدوية تمهد الطريق أمام الإنسولين في تأثيره على مواقع المستقبلات، وتنقص مستويات غلوكوز الدم نقصاً مباشراً، وهي لا تملك تأثيراً ضاغطاً على الخلايا بيتا، ولهذه المركبات إذا ما انضمت إليها مركبات السلفونيل يوريا القدرة على خفض الغلوكوز.

وينبغي أن يحذِّر الأطباء من يأخذ هذه الأدوية من السكريين من الإصابة بالحُماض اللبني نتيجة لتأثير تلك الأدوية، ومن المعروف أن الحُماض اللبني من المضاعفات الخطيرة، مما يجعل المراقبة اللصيقة ضرورية في بدء المعالجة بهذه الأدوية لتغيير الجرعات وقت اللزوم.

 

مثبطات إنزيم الغليكوزيداز ألفا: من المركبات التي تنضوي تحت هذه الفئة الأكاربوس (بريكوس) وميغليتول (غليسير)، وهما دواءان يستخدمان في تدبير السكري من النمط 2. وتعمل هذه الأدوية على تأخير امتصاص الغلوكوز من الأمعاء مما يؤدي إلى نقص مستوى غلوكوز الدم بعد تناول الوجبات

وهكذا فإن نقص مستوى الغلوكوز في الدم سيؤدي إلى تثبيط مستويات الخضاب الغليكوزي، وتختلف هذه الأدوية عن مركبات السلفونيل يوريا بعدم وجود احتمال زيادة غير مقصودة للإنسولين، كما أن من الممكن استخدام مثبطات إنزيم الغليكوزيداز ألفا لوحدها على أنها معالجة بدواء وحيد.

ويتجنب الأطباء الجمع بين مثبطات إنزيم الغليكوزيداز ألفا ومركبات السلفونيل يوريا ومركبات الثيازوليدينديون ومركبات ميغليتينيد، فقد يؤدي ذلك إلى نقص سكر الدم، وعندها ينبغي إعطاء الغلوكوز وليس السكروز، لأن استقلاب السكروز ببساطة يعاني من الإحصار بسسب تلك الأدوية.

ومن الفوائد الأخرى لمثبطات إنزيم الغليكوزيداز ألفا أنه لا يفترض أخذها بشكل منهجي منتظم، وأن استخدامها أكثر أمناً وسلامةً من أي معالجات أخرى للسكري، وأنه ليس لها آثار جانبية، باستثناء الإسهال والغازات، والتي من الممكن تخفيف وطأتها بالبدء بتناول جرعات منخفضة جداً، مع زيادة تلك الكميات زيادة تدريجية بطيئة، وعلى مدى زمن طويل، ولما كان كل من الأكاربوس والميغليتول يؤثر من خلال التقليل من امتصاص الطعام، فإن من الواجب تناولهما قبل تناول الوجبات.

 

مركبات ثيازوليدينديون: وهي أدوية فموية قد يصفها الأطباء للسكريين، ومنها الروزيغليتازون (أفانديا) والبيوغليتازون (أكتوس)، وقد تعطى هذه الأدوية مع الإنسولين للسكريين من النمط 2 عندما لا تنجح المعالجة التقليدية المعتادة في خفض سكر الدم، فمركبات الثيازوليدينديون تعزز تأثير الإنسولين في مواقع المستقبلات الخلوية دون أن تؤثر على زيادة إفراز الإنسولين من الخلايا بيتا في البنكرياس، كما إنها تؤثر أيضاً على وظائف الكبد، وقد تسبب لدى النساء عودة إنتاج المبيض للبيوض واحتمال عودة القدرة على الحمل.

 

مركبات ميغليتينيد: ومن المركبات المشهورة ضمن هذه الفئة من الأدوية الخافضة لمستوى السكر في الدم الريباغلينيد (براندين)، وتعمل هذه المركبات على تعزيز إطلاق الإنسولين من خلايا بيتا من البنكرياس مع الإقلال من مستويات الغلوكوز في الدم.

وتعتمد فعالية مركبات ميغليتينيد على أداء الخلايا بيتا في البنكرياس لوظائفها، لذا فإنها لا تعطى للسكريين من النمط 1، كما أنها سريعة التأثير ويزول تأثيرها أيضاً خلال فترة وجيزة.

وينبغي تناول مركبات ميغليتينيد قبل تناول وجبات الطعام للمحافظة على إنتاج الإنسولين الذي يحدث نتيجة لتناول الطعام، كما ينبغي أن تؤخذ مركبات ميغليتينيد مع الميتفورمين، ولاسيما لدى السكريين الذين يعانون من ازدياد مستويات سكر الدم يصعب ضبطها بالنظم الغذائية وبالتمارين الرياضية وباستخدام الميتفورمين لوحده أو الريباغلينيد لوحده.

والآثار الجانبية لمركبات ميغليتينيد ليس لها من الخطر أو التكرر ما يقارن بما لمركبات السلفونيل يوريا وذلك نتيجة لنقص زمن العمر النصفي.

وهناك من مركبات ميغليتينيد الأخرى الناتيغلينيد (ستراليكيس)، وهو يتمتع بزمن بدء سريع جداً وزمن قصير جداً، مما يوجب أخذه مع الوجبات وعدم أخذه عند إسقاط إحدى الوجبات، إذ يعرض الناتيغاينيد من يأخذه على معدة خاوية إلى خطر التعرض لنقص سكر الدم.

 

اعتبارات عامة ينبغي أخذها بالاعتبار عند المعالجة بأقراص الأدوية الخافضة للسكر في الدم عن طريق الفم

من المهم أن تعرف أن أقراص الأدوية الخافضة للسكر في الدم عن طريق الفم لا تغني عن الاختيارات العلاجية الرئيسية الأخرى، ولعلها أكثر شبهاً بالمعالجة التي تكمل النظام الغذائي وممارسة الرياضة. وينبغي توقيف أقراص الأدوية الخافضة للسكر في الدم عن طريق الفم توقيفاً مؤقتاً وأخذ الإنسولين بدلاً منها في أوقات الإصابة بالعدوى، وعند الخضوع لعملية جراحية، وعند الإصابة برضوض شديدة.

وفي بعض الأوقات تصبح المعالجة بأقراص الأدوية الخافضة للسكر في الدم عن طريق الفم غير كافية لمعالجة حالة بعض السكريين، ويقدر حالياً أن نصف السكريين الذي يعالجون بأقراص الأدوية الخافضة للسكر في الدم عن طريق الفم يأخذون إلى جانبها الإنسولين

ويشير الأطباء إلى تلك الحالات بأنها حالات الفشل الثانوي للمعالجة بأقراص الأدوية الخافضة للسكر في الدم عن طريق الفم، أما الفشل الأولي للمعالجة بأقراص الأدوية الخافضة للسكر في الدم عن طريق الفم فيعني أن مستويات سكر الدم قد بقيت مرتفعة لمدة شهر رغم استخدام الأدوية الأولية.

وينبغي أن تستخدم أقراص الأدوية الخافضة للسكر في الدم عن طريق الفم بحذر نظراً لما تؤدي إليه التفاعلات المتبادلة بين الأدوية المتنوعة والجرعات المتعددة منها من تأثير تداعي وتساقط قطع الدومينو الواحدة تلو الأخرى

إذ تعمل تلك الأدوية وفق آليات كثيرة التنوع، ولذا قد يوصي الأطباء بإضافة الإنسولين إلى أقراص الأدوية الخافضة للسكر في الدم عن طريق الفم لمعالجة السكري من النمط 2، ولكن لا يزال هناك الكثير من الأسئلة التي تحتاج لإجابات.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى