الطب

تأثير إزالة الحصبة على النظم الصحية في عدد من الدول

2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين

والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

الحصبة هو المرشح الأساسي للاستئصال العالمي. فقد سبق أن تمت الموافقة على الأهداف المعلنة للسيطرة أو استئصال هذا المرض من قبل كثير من الدول والأقاليم.

وأحدى النواحي الرئيسية في تحديد ملاءمته لأهداف الاستئصال هو احتمال تأثيره على خدمات المناعة الروتينية والمنظومة الصحية إجمالاً.

ولتقييم تأثير أنشطة إزالة الحصبة المتسارعة (AMEAs) Accelerated Measles Elimination Activities على خدمات المناعة والمنظومات الصحية، أجريت دراسة في ست دول: بنغلادش، والبرازيل، والكاميرون، وأثيوبيا، وطاجكستان، وفيتنام.

واستجمعت المعلومات الأولية من خلال مقابلات مع رواة أساسيين واستعراضات لسير حياة موظفين. كما تم الحصول على معلومات ثانوية من وثائق السياسة، والدراسات، والتقارير. واستخدم تحليل المعلومات المقاربات النوعية بشكل رئيسي.

وجدت الدراسة أن تأثير أنشطة إزالة الحصبة المتسارعة كان متنوعاً، بمضامينه الايجابية والسلبية على مهام معينة في المناعة والمنظومة الصحية.

ولدى الموازنة كانت التأثيرات على الخدمات المناعية إلى حد كبير إيجابية في الدول الستة، خاصة في بنغلادش والبرازيل وطاجكستان وفيتنام؛ وكانت التأثيرات السلبية أكثر بروزاً في الكاميرون وأثيوبيا. ومع أن النظم الصحية الأضعف قد لا تكون قادرة على الانتفاع بالقدر الكافي من أنشطة إزالة الحصبة المتسارعة، فإن شلل إيصال الخدمات الصحية لا يحتمل وقوعه في النظم الصحية المتطورة.

ومع ذلك لم يكن أي من هذه الدول الست له هدف واضح لاستخدام أنشطة إزالة الحصبة المتسارعة للمساعدة في إزالة المآزق من منظوماتها الصحية وتقوية قدراتها. ويجب السعي حثيثاً وراء فرص تتيح تقوية الخدمات المناعية الروتينية والنظم الصحية للتصدي لمآزقها، بحيث يمكن للفوائد من أنشطة استئصال الحصبة والأولويات الصحية الأخرى أن تقترب من الكمال.

 

مـقـدمــة

الحصبة هو الهدف الأساسي باعتباره المرض القادم لحملة الاستئصال العالمي. فمواصفاته البيولوجية والتداخل الفعال يجعله ممكن الاستئصال في هذه الفترة من الزمن (de Quadros et al. 2008). لقد أحرز تقدم لا بأس به نحو الهدف العالمي بخفض 90 % من الوفيات بسبب الحصبة مع حلول عام 2010 (Dabbagh et al. 2009).

وفي الحقيقة تبنّت خمسة من ستة من أقاليم منظمة الصحة العالمية هدف إزالة الحصبة. ونتيجة لذلك، وفي اجتماع جمعية الصحة العالمية الذي عقد في 2010 جرت الموافقة على الخطوات الهادفة لاستئصال الحصبة (WHO 2010a).

إحدى الاهتمامات لتحديد ملاءمة الحصبة للاستئصال هي تأثيراته العالية على خدمات المناعة الروتينية والمنظومة الصحية إجمالاً. ولقد دلت الخبرات من جهود استئصال سابقة أن أنشطة الاستئصال تتجه إلى إجرائها باستخدام المقاربة العمودية، بسبب طبيعة أهدافها ومدتها المحدودة.

ولقد كان النقاش حول أساليب التوصيل العمودية مقابل الأفقية ولمدة طويلة جزءاً من معلومات الصحة العامة (Bradley 1998; Cairncross et al. 1997; Frenk 2006; Mills 1983; Walsh and Warren 1979).

وبينما يتبنى بعض الكتاب الرأي بأن المقاربة الأفقية أو الأكثر تضافراً هي الأفضل لأنها تشتمل على مساهمات من قطاعات أخرى، وأكثر استدامة (Rifkin and Walt 1986)، يرى آخرون أنه تلزم هنا المقاربة العمودية الانتقائية بسبب ضيق المصادر (Walsh and Warren 1979).

هناك أيضاً أسئلة حول احتمال دوام التعاون بين برامج الأمراض ذات الأسبقية والنظم الصحية، وكيف يمكن لهذه البرامج المرضية أن تساهم في تقوية النظم الصحية. ومع أن كثيراً من الأسباب قد ساهمت في تأخير إنجاز أهداف الاستئصال بالنسبة لدودة غيني والتهاب سنجابية الدماغ، فإن عاملاً مشتركاً واحداً في التأخير هو أن التفشي المتبقي يحدث في البلدان ذات النظم الصحية الضعيفة جداً (Wakabi 2009; Wassilak and Orenstein 2010).

وطبقاً لتقييم مستقل لمبادرة استئصال شلل الأطفال، فإن هذا البرنامج يحتاج إلى المساهمة بشكل أكثر منهجية في تقوية النظم المناعية، إذا أريد إنجاز منع الفيروس في بلدان استيطان المرض الباقية (Mohamed et al. 2009; Global polio Eradication Initiative 2010).

 

ومع الزيادة الكبيرة في حجم الإعانات لمكافحة الأمراض في البلدان السائرة في طريق التقدم، فإن النقاش حول الأمراض ذات الأولوية والنظم الصحية قد اكتسبت زخماً جديداً، وتمت صياغة مصطلح "الموروب" Diagonal للقول بأن المصادر المالية المخصصة لمرض معين ( مثل، AIDS / HIV) يمكن أن تفيد في بدء التحسينات في النظم الصحية (Atun et al. 2010; Ravishankar et al. 2009).

يمكن للدروس المستقاة من أنشطة استئصال شلل الأطفال أن تساعدنا في فهم التأثيرات المحتملة لجهود الاستئصال على النظم الصحية والخدمات المناعية. ولقد توصلت لجنة تايلور في دراستها النوعية لستة بلدان في الأميركيتين إلى أنه بالإجمال يوجد تأثيرات إيجابية أكثر من السلبية؛ ويتعلق التأثير الايجابي الأكبر بالتعبئة الاجتماعية والتعاون بين القطاعات (Taylor et al. 2009).

أما التأثيرات السلبية فهي أكثر حدوثاً في البلدان الفقيرة وتضمنت بالدرجة الأولى أبعاد المصادر المالية عن الأنشطة الصحية الأخرى. وقد أجرى موغدال وستنسون (2000) دراسة حالات تفصيلية حول أثر أنشطة استئصال شلل الأطفال على النظم الصحية في ثلاثة بلدان (تانزانيا، ونيبال، ولاوس) واستنتجوا أنه يوجد تأثيرات ايجابية بشكل رئيسي، خاصة في لاو PDR.

 

على كل حال، فإن إضاعة الفرص المتاحة أدت أيضاً إلى بعض التأثيرات السلبية، كما لوحظ في تنزانيا ونيبال. وبالإجمال، فإن الرسالة المستخلصة من الدراسات السابقة حول أنشطة استئصال شلل الأطفال هي مختلطة، رغم ما يبدو من وجود الشواهد على تقوية المنظومة الصحية والمنظومة المناعية في البلدان ذات النظم الصحية الأقوى.

يمكن لأنشطة استئصال الحصبة أن تستفيد من الدروس السابقة في أنشطة استئصال شلل الأطفال، إذا ما بقيت الفروق الرئيسية بينهما في الذاكرة. وهذه تشمل طريقة توصيل اللقاح والتخلص من النفايات، ونوع مقدمي العناية الصحية اللازمين للقيام بالأنشطة، وتكرار الحملات المناعية. وفي النهاية، يتوجب إجراء دراسة إضافية لتقييم أثر أنشطة إزالة الحصبة المتسارعة على خدمات المناعة الروتينية والنظم الصحية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى