علوم الأرض والجيولوجيا

الأحافير: تعريفها وتشكلها وكيفية إكتشافها

2014 الثورة العلمية

براون بير

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الأحافير اكتشاف الاحافير علوم الأرض والجيولوجيا

الأحافير هي بقايا النباتات والحيوانات الميتة منذ أمد بعيد جداً .

ومعظم هذه الأحافير هي من الأعضاء الصلبة لهذه الحيوانات – كالعظام ، أو الأسنان ، أو القواقع التي استحجرت وتحولت إلى صخر .

وبعضها ، كالخطوط المحيطية للنباتات في الفحم أو في الصخور الرسوبية ، مجرد آثار أو علامات .

حتى أن آثار الأقدام يمكن أن تشكل الأحافير ، وتخلف وراءها دليلاً على الأماكن التي سارت فيها هذه المخلوقات عبر الطين الليّن قبل ملايين السنين .

 

في عام 1517 ، ربما كان الطبيب الإيطالي والشاعر جيرالمو فراكاستـرو (حوالي 1478 – 1553) هو أول من أشار إلى أن الأحافير هي بقايا لكائنات كانت حية في غابر الزمان .

بيد أن أحداً لم يعر هذا الكلام أي اهتمام آنذاك . ولم يبدأ العلماء بإدراك  أن الأحافير يمكن أن تعطينا الكثير من المعلومات عن تاريخ الكائنات الحية والصخور التي وجدوا فيها الا بعد الاكتشافات الإحفورية التي تمت في أوروبا في أواخر القرن الثامن عشر 18 .

في عام 1793 ، أعاد عالم التاريخ الطبيعي الفرنسي جان باتيست لامارك ( 1744 – 1829 ) إحياء فكرة أن الحفريات تمثل الكائنات الحية القديمة ، وفي هذه المرة بدأ علماء آخرون في الإصغـــــاء .

بعد عامين اكتشف مواطنه الفرنسي جورج كافييه (1769 – 1832 ) أحد أول أحافير الديناصور ، على الرغم من أن كلمة " ديناصور " المشتقة من الكلمات اليونانية التي تعني "السحلية الرهيبة"  ، لم تُصاغ ( تُبتكر ) حتى عام 1842 على يد الباحث عن الأحافير الإنجليزي ريتشارد أوين ( 1804 – 1892 ).

 

تشكل الأحافير

ميز علماء الإحاثة ( وهو الاسم الذي يطلق على العلماء الذين يدرسون المستحاثات أو ( الأحافير ) عدة طرق يمكن أن تتشكل فيها الأحافير . احد الشروط لذلك يتطلب أن يُدفن رفات الحيوان سريعاً قبل أن تتحلل الجثة  أو تأكلها حيوانات القمامة .

وأفضل مكان لكي يحدث هذا هو تحت الماء في الوحل او الرواسب في قاع بحيرة أو بحر . وهو أيضا المكان الذي تتشكل فيه الصخور الرسوبية ، يمكن للبقايا التي تُدفن في الرواسب أن تتحلل بواسطة المياه ، وتخلف وراءها عفناً خالصاً .

يمكن أن تستقر المعادن في العفن ، وتشكل قالباً مصبوباً مصنوعاً في الغالب من نوع مختلف تماماً من الصخور بدلاً من الرواسب .

يمكن أن تحفظ آثار أقدام الحيوانات أو مساراتها في الطين بطريقة مشابهة .

وقلَما يتم حفظ حيوانات كاملة بالطيقة التي تحفظ فيها الحشرات التي تحصر في الكهرمان ( وهو راتنج الأشجار المستحجرة ) أو فيلة الماموث المنقرضة المدفونة في الأرض المتجمدة من طبقة الجمد السرمدي .

كما أن مناجم القار الواقعة في رانشو لابريا في ولاية كاليفورنيا حفظت أيضاً هياكل عظمية كاملة من عصور ما قبل التاريخ .

 

اكتشاف الأحافير

في غالب الأحيان تشكل الصخور الرسوبية بنية الجروف على البحار .

عندما تتآكل هذه الجروف بفعل لطم الأمواج لها  وعوامل الطقس الأخرى ، تبدأ بتحرير الأحافير الموجودة في أحشائها . يمكن رؤية هذه الأحافير وهي ناتئة من هذه الجروف الصخرية  أو ملقاة على الشاطئ أدناها .

في عام 1811 اختارت تلميذة اسمها مريم اننينغ ( 1799 – 1847 ) هذا الموقع بالذات لتقوم بمشوار سيراً على الأقدام .

وعلى الشاطئ في مدينة دورست، الواقعة جنوب انكلترا ، شاهدت بالصدفة هيكلا عظمياً أحفورياً كاملاً لحيوان الإكصور ، وهو من الزواحف البحرية المنقرضة الشبيهة بالأسماك ، التي كانت تسبح  في البحار قبل 150 مليون سنة خلال حقبة الدهر الوسيط .

وقد باعت  هذه التلميذة البالغة من العمر 12 عاماً اكتشافها للمتحف المحلي ومن ثم ثابرت في هذا المعهد لتصبح واحدة من جاميع الأحافير الأكثر شهرة في العالم .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى