البيولوجيا وعلوم الحياة

الآثار المادية بنوعيها الطبيعي والكيميائي المتواجدة في مسرح الجريمة

2010 الاستعراف الجنائي في الممارسة الطبية الشرعية

صاحب عيسى عبدالعزيز القطان

KFAS

الآثار المادية بنوعيها الطبيعي والكيميائي المتواجدة في مسرح الجريمة البيولوجيا وعلوم الحياة

هذا ويمكن تصنيف الآثار المادية التي قد تعلق بالجثة أو بملابسها إلى :

1- الآثار المادية الطبيعية أو الكيميائية .

2- علامات على الجثة .

 

1-  الآثار المادية الطبيعية أو الكيميائية :

الآثار المادية قد تكون إما آثار لسوائل أو لطلاءات أو لجسيمات دقيقة ، وغالباً تكون هذه الجسميات الدقيقة صغيرة الحجم جداً لدرجة قد يتعذر معها رؤيتها بسهولة على الجثة في مسرح الجريمة ، ولعله من الأمور الهامة الجديرة بلفت النظر إليها أنه على الرغم من صغر حجم هذه الآثار الضئيلة إلا أنها قد تصبح دعامات أساسية لأدلة مادية قوية يتعذر تفنيدها أو دحضها أمام المحاكم .

ومن أكثر الأمثلة شيوعاً لهذه الآثار المادية الطبيعية أو الكيميائية ما يلي :

‌أ- العينات النباتية :

تعتبر العينات النباتية ذات قيمة فنية عظيمة في تعيين مسارح الوفاة في الأماكن المفتوحة ، لا سيما في حالة نقل الجثة من مسرح الجريمة الأصلي إلى مكان العثور عليها ، كما قد تجدي العينات النباتية كثيراً في تتبع واقتفاء أحد الجناة أو المشتبه بهم .

 

‌ب- الشعر والألياف :

تتميز بعض الجرائم بوجود آثار من شعر المجني عليه أو الجاني بها كجرائم التعدي سواء باستخدام آلة أو بالتماسك باليد ، مما يؤدي إلى نزع أو سقوط شعر الرأس أو الجسم على الآلة في اليد ، وكذلك جرائم هتك العرض حيث يوجد الشعر على الأعضاء التناسلية للمجني عليه أو على ملابسها الداخلية كما نجد الشعر على غطاء الرأس من الداخل إذا تركه الجاني في محل الحادث .

يفحص الشعر المعثور عليه بواسطة الميكروسكوب وأساس المفحص هي الأجسام الغريبة الموجودة على الشعر كبقع الدم أم المني أو أي مادة أخرى كآثار المرض أو الزيوت المستخدمة في تجميل شعر الرأس أو الإفرازات المهبلية أو البرازية إذا كان من شعر العانة .

إن اعتماد الطبيب الشرعي على هذه الأجسام هو اعتماد جوهري فقد يؤدي إلى التعرف على صاحب الشعرة ويلي ذلك فحص شكل الشعرة وطولها فقد يفيد ذلك في تحديد موضع الشعرة من جسم صاحبها فإذا كانت الشعرة أسطوانية مستقيمة مدببة بالطرف فغالباً ما تكون من شعر الحاجب أو رمش العين.

أما إذا كانت مقصوصة الطرف فتكون من الشارب، وإذا كانت قصيرة مدببة ملتوية فهي من شعر الصدر أو اليدين أو الساقين ، وغالبا ما يعرف جنس صاحب الشعرة عن طريق طولها فإذا كان طول الشعرة أكثر من 40 سم فهي لأنثى أما إذا كانت قصيرة فيحتمل أن تكون لرجل أو لأنثى وإذا كانت مفرطحة غير أسطوانية في مواضع منها فغالباً ما تكون من شعر الإبطين أو العانة .

 

وهكذا يمكن عن طريق معرفة طول الشعرة والمواد الغريبة التي تعلق بها تحديد المكان الذي سقطت أو نزعت منه وبناء عليه يمكن مضاهاة هذه الشعرة بعينات الشعر المأخوذة من أجساد الأشخاص المشتبه فيهم فإن اتفقت في الأوصاف والمميزات كانت لشخص واحد.

وعندئذ يجري فحص آخر يتناول التركيب الداخلي للشعر المعثور عليه والأشخاص المشتبه فيهم ، ويستلزم ذلك وضع الشعر المشتبه فيه والشعر المطلوب مضاهاته كل على حدة داخل أنبوبة زجاجية بها كحول أو أثير ويترك لمدة 24 ساعة ثم يستخرج الشعر وتوضع شعرة منه على شريحة زجاجية وتغطى بغطاء الشريحة وتجري مضاهاة الشعرتين بواسطة الميكروسكوب المقارن والغرض من وضع الشعر في السائل الكحول أو الأثير هو طرد الهواء الذي يوجد في نخاع الشعرة حتى تتم المضاهاة على خصائصه الطبيعية .

وفيما يختص بالاستعراف على الأحياء فالتغير في لون الشعر المصبوغ أو الممحو لونه يمكن تمييزه بسهولة بالمشاهدة الدقيقة لأجزاء فروة الرأس المختلفة وبالالتفاف إلى الجذور الشعر وكذا بالفحص الكيماوي أو بدون صعوبة ما يوضع الشخص تحت الملاحظة لمدة بضعة أيام في ظروف لا تمكنه من وضع الصبغ مرة أخرى .

في بعض الحالات قد يعثر على شعر أو ألياف عالقة بالجثة أو بملابسها وفي مثل هذه الحالة وعلى الرغم من أن هذه الأشياء يمكن رؤيتها بالعين المجردة إلا أنها (ومن الناحية العملية) ربما يصعب تبين وجودها أحياناً ، ومن ثم فإنه يجب رفع هذه الآثار قبل تحريك أو نقل الجثة من مكانها.

 

مع مراعاة الاحتياط التام كي لا تختلط هذه الآثار بشعيرات من أحد أفراد فريق الفحص الفني (المتواجدين بالمواقع) أو بألياف متناثرة من ملابسهم ، الأمر الذي يقضي بألا يقترب من الجثة إلا أقل عدد ممكن من الأشخاص على أن يكونوا مرتدين ملابس خاصة (لا تتطاير منها ألياف أو زغب) .

وبالنسبة للجثث العارية فيمكن التقاط الآثار والجسيمات الدقيقة العالقة بها (كالشعر والألياف وذرات الرمال) على شريط لاصق يوضع على سطح الجلد في الأجزاء العارية من الجثة ثم الاحتفاظ بها لحين فحصها في المختبر.

ويجب توخي الحرص الكامل عند القيام بهذا الإجراء لتفادي طمس أو تشويه أية آثار مادية أخرى (كالبصمات أو أثار الطلاء) التي قد تكون عالقة بالجثة . أما بالنسبة للشعر والألياف المرئية بالعين المجردة (التي قد تكون عالقة بالجثة أو بملابسها) فيتم رفعها باستخدام جفت أملس (غير مسنن) وذلك بعد تصويرها في مواضعها (فوتوغرافيا وبالفيديو) .

وفي العادة يعتبر الشعر الذي قد يعثر عليه براحة اليد أو بين أصابع الضحية منتمياً للجاني (خاصاً به) ، أما خصلات الشعر التي يعثر عليها بين أصابع الضحية والتي يتضح عند فحصها عدم وجود جذور بها ، فهي لا تعدو أن تكون (في الغالب) سوى مخلفات وبقايا شعر متساقط تلقائياً ربما تكون الضحية قد أمسكت بها من على الأرض مثلاً أثناء العراك أو وقت الأحتضار ، ومن ثم لا تكون لها علاقة بالجاني.

 

الفرق بين الألياف والشعر :

1-  طريقة الاحتراق :

 

2- استخدام مواد كيميائية :

 

3- باستخدام بالميكروسكوب :

وتتكون ألياف القطن من خلايا أنبوبية تظهر تحت الميكروسكوب كشريط ملتو وتظهر في ألياف التيل أو الكتان خطوط مستعرضة أو ثنايا تكون الألياف منتفخة في مقابلتها أما الحرير فيظهر كخيطان طويلة صافية خالية من النسيج الخلوي .

وشعر الحيوانات بما فيه شعر الإنسان مكون من جذور أو بصلة مغلقة بالتجريب الشعري ومن جسم الشعرة وفي معظم الشعر يمكن تمييز ثلاث طبقات طبقة خارجة مكونة من خلايا مستعرضة وتسمى الجوهر القشري وهذه الخلايا المتراكبة على بعضها كهيئة قشور السمك بحيث إن أطراف صفوف القشور تغطي أطراف الصفوف التي تعلوها طبقة متوسطة تسمى اللب أو الطبقة الليفية مكونة ألياف مستطيلة طبقة داخلية مكونة من خلايا مختلفة الأشكال وتسمى بالجوهر النخاعي وكثيراً ما يرى فيه فقاعات هوائية تظهر كبقع سوداء عند فحصها بالميكروسكوب .

 

1-الصوف : تتميز الألياف الصوفية بسهولة بواسطة الميكروسكوب لسهولة رؤية جوهرها القشري لو بشكل الألياف المتموجة وتكون الخلايا القشرية نصف شفافة تظهر من خلايا الطبقة الليفية وحوافي الخلايا القشرية في الصوف الرفيع ملساء وأما في السميك فمشرشرة ولا يشاهد في العادة نخاع للصوف إلا في بعض ألياف تنتشر هنا وهناك .

2- شعر الماعز : يتميز بأن جوهره القشري ذو قشور عريضة يبلغ امتدادها نحو 15 سنتيمتر وحوافيها متموجة وغير مشرشرة وطبقتها الليفية ضعيفة جداً بينما نخاعها متسع مكون من نصف إلى 4/5 كل سمك الشعرة وخلايا الجوهرة النخاعي سميكة عرضها أكبر من طولها وتقع في طبقة أو طبقتين.

3-شعر البقر : يغطى البقر بشعر بعضه ناعم خال من النخاع وبعضه خشن ذو نخاع والخلايا القشرية مسننة وأسطوانية ومتلاصقة ببعضها أما الطبقة الليفية فرفيعة ومخططة والنخاع عريض ومكون من طبقة واحدة من الخلايا وتتخللها فقاقيع هوائية .

 

ج – الطلاءات :

تنشأ آثار الطلاء التي قد يعثر عليها عالقة بالجثة أو بملابسها من جراء ملامسة طلاء حديث ، أو من جراء التصاق أجزاء صغيرة من طبقة طلاء قديمة نتيجة الاحتكاك أو الارتطام بجسم مطلي بها ، فربما تفقد بسهولة عند محاولة نقل أو تحريك الجثة.

ومن ثم فإنه يعتبر من الأمور ذات الأهمية البالغة الإعتناء بفحص الأجزاء العارية من الجثة للبحث عن آثار الطلاء والجثة ما زالت في مكان اكتشافها .

أما آثار الطلاء التي قد تعلق بالملابس (لا سيما الطلاءات الطرية) فإنها عادة تتخلل ألياف نسيج القماش مما يحول دون فقدها في أثناء نقل الجثة أو في أثناء خلع الملابس عنها ، ويمكن رفع آثار الطلاء العالقة بالملابس عموماً باستعمال فرشاة خاصة .

أما الجسيمات الطلائية (الناشئة من الارتطام أو الاحتكاك الشديد بطبقة طلاء قديم) فتكون على شكل قشور (رقيقة أو سميكة حسب سمك طبقة الطلاء) أو تكون في هيئة مسحوقية دقيقة ، ويتم رفع القشور الطلائية عادة بواسطة ملقط (جفت) ، أما آثار الطلاء المسحوقية فتجمع من على الأسطح العالقة بها بفرشاة صغيرة .

وعلى الرغم من إمكانية جمع آثار الطلاء العالقة بالجثة على شريط لاصق (مثل رفع الألياف والشعر العالق بالجثة) ، إلا أنه يفضل دائماً عدم اللجوء لهذه الطريقة إذ إن المادة اللاصقة على هذه الشرائط ربما تؤدي إلى نتائج معملية خاطئة أو مضللة عند تحليل هذه الآثار الطلائية .

 

د‌- آثار الفتات الزجاجي :

قد يعثر على الفتات الزجاجي عالقاً بملابس الجثة (بين طيات الثياب أو في الجيوب أو الجوارب أو داخل الأحذية) ، كما قد يعثر عليها متخللة الأنسجة الرخوة لسطح الجثة .

وينشأ الفتات الزجاجي من مصادر عديدة (زجاج شباك ، أواني زجاجية أو خزفية ، زجاج سيارة وما إلى ذلك) ، وقد يكون الفتات الزجاجي صغير الحجم لدرجة قد يصعب معها رؤيته بالعين المجردة بسهولة ، بل وقد تقتضي الضرورة الفنية الاستعانة بضوء قوي وعدسة مكبرة للعثور عليها .

ويأخذ الفتات الزجاجي هيئة بلورية صغيرة أو يكون على شكل قشور رقيقة ، وفي العادة يتم رفع آثار الفتات الزجاجي من مسرح الحادث بنفس الطرق الفنية المتبعة لرفع آثار الطلاء ، أما إذا كان فتات الزجاج عالقاً بشعر (الرأس مثلاً) فيتم جمعه بالتمشيط بعد بسط قطعة من القماش تحت الشعر لتجميع الفتات المتساقط عليها .

وإذا كان يوجد جرح دامي (تحت أو قريباً من هذا الشعر) فيجب إجراء عملية التمشيط هذه والجثة ما زالت في مكان اكتشافها (قبل نقلها) ، ويفضل عادة جمع عينات زجاجية مختلفة من مسرح الحادث لأغراض المقارنة الفنية .

 

ه‌-الآثار البلاستيكية :

يستخدم البلاستيك في كثير من الأغراض في حياتنا اليومية ، وتوجد عدة أشكال وصور مختلفة للمصنوعات البلاستيكية حالياً . وتتراوح الآثار البلاستيكية التي قد يعثر عليها بمسرح الحادث من مجرد قطع دقيقة من البولي إثيلين (منزوعة من حقيبة بلاستيكية) إلى قطع بلاستيكية ناشئة عن الارتطام بواقي صدمات بلاستيكي لسيارة .

هذا وإذا كانت الآثار البلاستيكية على هيئة فتات دقيق عالق بالجثة أو بملابسها فيمكن جمعها والجثة ما زالت في مكان العثور عليها بنفس الطرق الفنية المتبعة في رفع آثار الفتات الزجاجي ، أما القطع البلاستيكية على الجسد أو الملابس فلا تتأثر عادة بنقل أو تحريك الجثة من مكانها ، ومن ثم يمكن إرجاء رفعها وفحصها لحين نقل الجثة إلى غرفة التشريح .

 

و‌- آثار التربة :

قد تعطي آثار ذرات التربة التي ربما تكون عالقة بالجثة أو بملابسها دليل ربط قوي بمكان أو بموضع ما ، وعلى سبيل المثال فإنه بمقارنة آثار التراب العالقة بجثة مع عينات للتربة من مواضع مختلفة من المكان حول الجثة يمكن استنباط أدلة فنية عديدة تشير إلى تحركات الشخص قبل أو بعد مقتله ومن ثم فإنه يجب التأكيد على ضرورة الاستعانة بأحد خبراء التربة المتخصصين (أحد الجيولوجيين) لإجراء هذه المقارنات الفنية المتخصصة .

وتجدر الإشارة إلى أن إجراء مثل هذه المقارنات يستلزم توافر كمية لا بأس بها من الرمال (مثلاً) في هذا الغرض .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى