الطب

استخدام البصمة الوراثية DNA في علم الاستعراف الجنائي

2010 الاستعراف الجنائي في الممارسة الطبية الشرعية

صاحب عيسى عبدالعزيز القطان

KFAS

علم الاستعراف الجنائي DNA البصمة الوراثية الطب

أولاً : بصمة الحمض النووي (البصمة الوراثية)

تستخدم بصمة الحامض النووي في الاستعراف على الأشخاص وتحديد صلة القرابة عن طريق تحليل نمط الحامض النووي (DNA) والذي يؤخذ من أي عينة بيولوجية بها نواة خلوية مثل الدم أو السائل المنوي ، أو الشعر ، أو أية عينة بيولوجية أخرى .

ويستخدم هذا الاختبار بتوسع للاستعراف على الأشخاص في الحالات الجنائية ، خاصة في إدعاء الاعتداءات الجنسية ، وكذلك اختبارات البنوة ، والأبحاث الوراثية ويمكن إجراء تحليل الحامض النووي على أي نسيج أو مادة تحتوي على خلايا نووية .

ومؤخراً أمكن الكشف على ما يعرف بالحمض النووي للميتروكوندريرا في أنسجة لا تحتوي على خلايا نووية . وأهم العينات التي تفحص هي الدم والسائل النووي ، من الممكن فحص الشعر واللعاب ونخاع العظم ولب الأسنان وحتى الأنسجة المثبتة في كتلات شمعية من البرافين وكذلك الأنسجة الرخوة في بداية تعفنها .

وهناك عاملان مسؤولان عن تكوين التفرد الجيني في كل إنسان ، وهما الوراثة والتحول المفاجئ . والآدميون كائنات مضاعفة الصبغيات (الكروموسومات) حيث يحمل كل آدمي صبغيات متماثلة ثنائية في خلايا الجسم ، يرث أحدهما من الأم والأخرى من الأب ومن الممكن القول بأنه يمكن التفريق بين جميع الأشخاص بناء على نمط الحامض النووي لديهم عدا حالات التوائم المتماثلة .

 

وتتكون كل من الصبغيات (الكروموزومات) من 46 خيطا من الحامض النووي يلتف لولبياً . ويتكون كل خيط من الحامض النووي من جديلتين متصلتين ببعضهما عند قاعدة كل منهما في لولب مزدوج ، مثل سلكين التفا حول بعضهما حلزونياً ، وينتظم كل لولب مزدوج على هيئة سلم ملتو.

وتتكون درجات هذا السلم من حلقات بين 4 قواعد : أدينين (A) ، ثايمين (T) ، جوانين (G) ، وسيتوسين (G) . وترتبط (A) دائماً مع (T) ، بينما ترتبط (G) دائماً مع (G) .

ويعتبر الحامض النووي (DNA) مثل ما يشبه كتاب الأساسيات بالنسبة للصفات الوراثية ، حيث إن ألف باء هذا الكتاب هي : (C – G – T – A) وترتب هذه الرموز بشكل منفرد في كل شخص حيث تتسلسل القواعد النيوكليوتيدية على جزيء الحامض بترتيب منفرد وعددها مليارات من الحامض النووي على كل شريط ، واحتمال تطابق تسلسلها على هذا الحامض في شخصين غير وارد مثلها مثل تفرد بصمات الأصابع في كل شخص .

 

وللحمض النووي مقدرة على تحمل الظروف المحيطة به وخصوصاً ارتفاع درجة الحرارة ولذا يمكن تحليل البصمة الوراثية من التلوثات المنوية أو الدموية الجافة والتي مضى عليها وقت طويل كذلك يمكن عملها من بقايا العظام وخصوصاً لُب الأسنان بجانب آية تلوثات بيولوجية مرفوعة من مكان الحادث مثل الشعر والجلد والدم ، وبينما يكون الحامض النووي أكثر تماسكاً من البروتينات المستخدمة في سيرولوجيا الإخصاب ، فإنه يمكن حدوث تحور بها مما يجعل من العينة أقل نفعاً .

وتشمل العوامل التي تحدث هذا التحويل التعرض لضوء الشمس ، والأشعة فوق البنفسجية ، والحرارة الشديدة ، والكيماويات والتلوث البيولوجي .

وخارج الجسم الحي تتعرى الخلايا وتتعرض للتلف ، إلا أنه يمكن إبطاء العمليات البيولوجية بإزالة الرطوبة وخفض درجة حرارة العينات عن طريق التجفيف والتجميد .

ومن الممكن أن تظهر العينة المختلطة من أكثر من شخص وجود حمض نووي من أكثر من مصدر ، ويكون ذلك في قضايا الاعتداءات الجنسية حيث يختلط السائل المنوي بالسوائل البيولوجية للضحية مثل الإفرازات المهبلية والعرقية ، ومن ناحية أخرى فإن إضافة مواد كالصابون والكيماويات أو وجود تلوث فطري أو بكتيري من الممكن أن تؤدي إلى تلف العينة التي تخضع للفحص .

 

في عام 1984م اكتشف العالم الإنجليزي "اليك جفري" من جامعة لستر الحمض النووي في خلايا جسم الإنسان ، ويتميز هذا الحمض باحتوائه على جميع الصفات الوراثية للإنسان وتتشكل هذه الصفات على شكل شريط أو بلوك . العلامات المتراكبة مثل  : فصيلة الدم ، وشكل ولون الشعر ، ولون البشرة الطول ، لون العينين .

ويوجد هذا الحمض في جميع السوائل والأنسجة التي يفرزها جسم الإنسان أو تتركب منها الخلايا في الجسم . وكل خلية تحتوي على سبعة ملايين زوج من هذا الحمض تقريباً ، ولهذا تتشابه في خلايا الجسم الواحد ولكنها تختلف عن باقي الأجسام في الحمض شكلاً أو طبعة " تتشابه في خلايا الجسم الواحد ولكنها تختلف عن باقي الأجسام في حالة التوائم السيامية فإنها تتطابق .

يستخدم هذا الفحص في مجال التعرف على المجرمين وإثبات شخصياتهم . وعملية التعرف هنا تعتمد أساساً على إجراء المقارنة بين أشكال الطبعات للعينات المرفوعة من مسرح الجريمة مع تلك المأخوذة من تحليل دماء المتهمين ، وهي عملية تشبه ما يتم في حال رفع آثار بصمات الأصابع أو الكفوف من مسرح الجريمة ، وهو السبب في تسمية هذا النوع من الفحوص بالبصمة الوراثية ، وهذا الفحص هو فحص مقارن أي لابد من مقارنة العينة بعينة أخرى سواء لنفس الشخص أو لأحد من أقاربه .

ويتميز هذا الفحص بأن العلماء بحاجة إلى كميات قليلة جداً من سوائل جسم الإنسان وأنسجته أو عظامه من أجل الوصول إلى الطبعة للجينات الوراثية .

 

ويتميز هذا الجيل من الأدلة المادية بالتالي :

1- أنه يعتمد في نتائجه على فحص البقايا الآدمية بكميات قليلة جداً (10 – 20 ميكرون) .

2- يمكن إجراء الاختبارات باستخدام الحاسوب .

3- يعتبر أداة فعالة ومتميزة في إثبات وتحقيق الشخصية .

ويمكن استخدام كميات قليلة ودقيقة جداً من هذه الأشياء من أجل الحصول على هذا الحمض . فعلى سبيل المثال يمكن الحصول على طبعة لهذا الحمض في كمية ما بين (20 – 100 ميكروليتر) من الدم (الميكروليتر = 1000/1 من الليتر) .

ومن الناحية الجنائية وعند حصول جريمة فإن هناك العديد والكثير من الأشياء التي يمكن استخدامها لاستخلاص هذا الحمض . ذلك أنه عند تخلف آثار بيولوجية عائدة للجاني في مسرح الحادث أو على جسم المجني عليه (مثل آثار الدم – المنوي – الشعر) .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى