التاريخ

اختراع وتصنيع البارود بلا دخان بواسطة العالم “نوبل”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

اختراع وتصنيع البارود بلا دخان اختراع نوبل التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

"بارودٌ بلا دخان!" ليس عنواناً لقصة، ولكنه حلم أو أمنية كانت تراود الكثيرين من هواة الصيد والجنود. وقد يبدو هذا القول في أيامنا غريباً لمن يستعملون الأسلحة النارية، ذلك أن السلاح الناري في عصرنا لا يخرج من فوَّهته أي دخان إذا انطلقت منه قذيفة.

ولكن هذا الحلم، أو هذا الإنطلاق النظيف كما يمكن أن نسميه، ما كان ليتحقَّق لولا الجهود التي بذلها نوبل بعد تجارب مضنية .

قبل عام 1887 كان أي سلاح ناري إذا انطلقت منه قذيفة، يصحب انطلاقها اندفاع دخان أسود كثيف كريه الرَّائحة.

وكان هذا الدخان يضايق بالطبع هواة الصيد، كما كان يفضح أماكن اختبائهم في الغابة ، كما كان يكشف مواقع الجنود في المعارك الحربية .

 

وخطر لنوبل أن يخترع قذائف "نظيفة" لا ينجم عنها دخانٌ أسود إذا ما انطلقت . وراح يواصل تجاربه .

وفي العام المشار إليه، عام 1887 اكتشف نوبل أنه إذا زاد من كمية المادة المسمَّاه "قطن البارود" Gun Powder Cotton في الخليط الذي يصنعه مع تعديل في نسب المواد الأخرى، فإنه يحصل بذلك على بارود بلا دخان .

ولما تأكَّد من صحة هذه الفكرة، أنتج في مصنعه عدداً كبيراً من القذائف النظيفة. وأقبل هواة الصيد في السويد والنرويج والدانمارك إقبالاً شديداً على شراء هذه القذائف، كما اشتروا أعداداً كبيرة من البنادق التي صنعها نوبل في مصنعه لهذا الغرض.

 

ولم يقتصر الأمر على هواة الصيد، فقد انهالت الطلبات على نوبل من كل دول أوروبا لشراء البنادق والطلقات التي تلزم جيوشها.

ووسَّع نوبل مصنعه الذي أصبح  يضم مئات العمال، يُصنِّع مختلف أنواع القذائف للمدافع المتباينة الأحجام ، مما عاد عليه بالربح الوفير .

 

القضية الخاسرة

حدث أن أحد المهتمين بصناعة الأسلحة في أنجلترا زار مصنع نوبل في ستوكهلم بحجة شراء عدد من البنادق والطلقات المحشوة بالبارود الذي لا دخان له، واشترى فعلاً جانباً منها ثم عاد إلى بلاده. وفوجئ نوبل بعد ذلك بأن المصنع الذي يملكه ذلك الرجل الإنجليزي، أصبح ينتج باروداً بلا دخان!. فاغتاظ نوبل غيظاً شديداً، لأنه اعتقد أن هذا الرجل الإنجليزي قد سرق الفكرة منه ونفذها.

فكان لا بد من رفع قضية على ذلك الرجل، وظلت القضية مطروحة أمام القضاء الإنجليزي سنوات وسنوات. ولكن أخيراً حُكم برفض دعوى نوبل، إذ اتضح أن الرجل الإنجليزي كان يقوم من قبل بتجاربه لإنتاج بارودٍ بلا دخان، وأنه قطع شوطاً كبيراً في هذه التجارب.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى