الفنون والآداب

أهمية وخصائص “الألوان” وطرق الحصول على كمية كبيرة منها

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الألوان خصائص وأهمية الألوان الفنون والآداب المخطوطات والكتب النادرة

يكسو اللون كل شيء في حياتنا فيضفي عليها مسحة من السعادة والجمال.

فنحن نسعد للألوان المدهشة في لحظات شروق الشمس و غروبها.  وإذا تأملنا في الأزهار والطيور والأسماك اكتشفنا قدرا هائلا من التنوع و التناسق في الألوان التي تميز كل نوع من هذه المخلوقات عن بقية الأنواع الأخرى، بل أحيانا في أفراد النوع الواحد نفسه.

وهذا التنوع الواسع والتباين الهائل في ألوان المخلوقات وخصائصها دليل ناصع، يتضح للعالمين بأسراره،  على قدرة الخالق، سبحانه وتعالى، وبديع صنعه. قال تعالى(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) فاطر 27,28.

 

ونحن نستخدم الألوان في حياتنا للمتعة و الفائدة. فألوان علم وطننا مطبوعة في نفوسنا, و مساكننا و سياراتنا تصطبغ من خارجها و في داخلها بالألوان التي نحبها.

ويكون للألوان دور مهم عند اختيارنا للملابس واللعب التي نفضلها. ونحن نقود سياراتنا مطيعين لألوان إشارات المرور، و نتعلم من الألوان أشياء كثيرة عندما نراها في الخرائط الجغرافية والرسوم العلمية.

أما في الإعلان و وسائل الإعلام المختلفة، فالألوان هي التي تجتذب الأنظار و تستهوي النفوس وبالألوان نميز الفريق الرياضي الذي نشجعه.

 

وفي حياتنا اليومية نستخدم الألوان أحيانا للتعبير عن حالة نفسية أو مزاجية معينة. فنقول مثلا "احمر الوجه خجلا…" أو "احمرت العينان غضبا…" و عند بعض المجتمعات يعد اللون الأصفر رمزا للغيرة، و اللون الأبيض رمزا للطهر و صفاء السريرة.

وفي بعض الأقطار العربية يقولون: "أيش لونك"؛ أي: ما لونك؟ "للسؤال عن أحوال الشخص. قال صفي الدين الحلي:

إنا لقـوم أبت أخلاقنـا شرفا

                                           أن نبتدي بالأذى من ليس بادينا

بيض صنائعنا، سود وقـائعنا

                                           خـضر مرابعــنا، حـمر مواضـيـنا

فهو يقول إن أعمال قومه بيض، و أن معاركهم سود على أعدائهم، و أن أراضيهم خضر بالنبات الكثير، أما سيوفهم الحادة، فحمر بدماء من يعادونهم.

 

فهمنا للألوان وكيف نراها مبني على أساس ما نعرفه من علم الضوء والبصريات. وقد أسهم علماء كثيرون في تقدم هذا العلم.

وقد كان للعالم العربي المسلم العظيم "ابن الهيثم" (965 – 1040م) فضل كبير في هذا التقدم و بعد ذلك بزمان طويل أثبت العالم الإنجليزي الشهير إسحق نيوتن (1642 – 1727) أن الضوء الأبيض يتألف من عدة ألوان، هي ألوان الطيف. و يمكننا إثبات ذلك بإمرار حزمة من الضوء الأبيض في منشور زجاجي.

واللون الذي نبصره في الأجسام ما هو إلا نتيجة لإحساس أعيننا بالأشعة التي تعكسها هذه الأجسام. فالضوء الأبيض – كما ذكرنا – يحتوي على جميع ألوان الطيف، و هي: الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والنيلي والبنفسجي. فعندما يسقط الضوء على الأجسام المختلفة، تمتص هذه الأجسام جزءا من أشعة الضوء، و تعكس الجزء المتبقي.

 

والإشعاع المنعكس هو الذي يميز لون ذلك الجسم المعين. فالجسم الأزرق، مثلا، يكتسب لونه بسبب امتصاصه لكل الأشعة ما عدا الزرقاء. و كذلك الحال بالنسبة للجسم الأحمر فهو يعكس إلى أعيننا الأشعة الحمراء وحدها و يمتص الأشعة الأخرى.

أما الأجسام السوداء فهي تمتص كل الأشعة، في حين تعكس الأجسام البيضاء الأشعة كلها بدون استثناء.

وتتميز المنتجات الصناعية والفنية بقدر كبير من التنوع في ألوانها. وللحصول على هذا القدر من الألوان المختلفة تتبع إحدى طريقتين أساسيتين. الأولى هي خلط الأصباغ أو المواد الملونة، والثانية هي خلط الأضواء الملونة.

 

والطريقة الأولى، طريقة خلط الأصباغ، تعتمد عادة على إضافة مواد كيميائية إلى مواد سائلة أخرى لإنتاج مستحضرات مثل الأحجار وألوان الرسم والطباشير.

وتكون هذه المواد الكيميائية عادة في شكل مسحوق ناعم يضاف إلى مواد سائلة مثل الماء و الزيت والشمع. وعندما نخلط لونين من هذه الأصباغ نحصل على لون مختلف.

وبهذه الطريقة يمكننا الحصول على قدر هائل من الألوان المختلفة نتيجة لعملية الخلط هذه، و من خلال تحكمنا في نسب الخلط. فإذا خلطنا اللون الأحمر والأصفر، مثلا، نحصل على اللون البرتقالي.

وإذا  خلطنا اللون الأزرق مع اللون الأحمر نحصل على اللون البنفسجي. و إذا خلطنا اللونين الأصفر والأزرق نحصل على اللون الأخضر. والألوان الأحمر والأصفر والأزرق تسمى ألوانا أساسية أو أولية؛ لأننا لا نستطيع الحصول عليها نتيجة خلط أي لونين آخرين.

 

أما الألوان الأخضر والبرتقالي والبنفسجي فتسمى ألوانا ثانوية لحصولنا عليها عن طريق خلط لونين أوليين. وأما بقية الألوان، فإنها تنشأ عن طريق أعداد أكبر من الألوان. فالبني، مثلا، نحصل عليه نتيجة خلط اللونين الأحمر والأخضر.

وإذا أضفنا اللون الأبيض لأي لون حصلنا على درجات فاتحة من ذلك اللون. وكذلك إذا أضفنا اللون الأسود لأي لون حصلنا على درجات قاتمة منه.

أما بالنسبة للطريقة الثانية، و هي خلط الضوء الملون، فإننا نحصل عليها عن طريق تسليط أكثر من ضوء ملون على المساحة نفسها لنحصل على مزيج منها ينتج لونا مختلفا.

 

وتختلف الألوان الأساسية في الضوء عنها الأساسية في الأصباغ. فألوان الضوء الأساسية أو الأولية هي الأحمر والأزرق.

فعندما يخلط الضوء الأحمر مع الضوء الأزرق نحصل على الضوء البنفسجي، بينما خلط الضوئين الأزرق والأخضر ينتج ضوءا أزرق مخضرا.

وإذا أضفنا الألوان الأساسية الثلاثة للضوء بنسب معينة نحصل على الضوء الأبيض. و تمثل الصور و الأفلام الملونة التي تشاهدها في التلفاز إحدى تطبيقات خلط الضوء الملون.

 

ولكل لون ثلاثة خصائص:

– كنه اللون، وهي الصفة التي تفرق بين لون و لون آخر، كوصفنا للون بأنه أحمر أوأزرق، مثلا.

– قيمة اللون، وتعني درجة الفتاحة أو القتامة بالنسبة لمجال القياس بين الأبيض والأسود.

– قوة أو شدة اللون، وتعني درجة سطوع اللون من ناحيتي النقاء و التشبع.

 

وتمثل هذه الخصائص أساسا مهما في دراسة الألوان و إنتاجها و خلطها. كما توجد مداخل أخرى لدراسة تأثيرات الألوان من خلال توافقها أو تباينها فالألوان عندما تتجاور تحدث تأثيرات متعددة. حسب التفاوت في كنه و درجة و قوة أو شدة اللونين المتجاورين.

وتقسم الألوان أحيانا، وبغرض دراسة تأثيرها فيها إلى مجموعتين: مجموعة الألوان الباردة، و هي: الزرقاء والخضراء والبنفسجية، ومجموعة الألوان الدافئة وهي: الحمراء والبرتقالية والصفراء. وهذا التقسيم ذاتي، إذ إنه لا يتعلق بالألوان ذاتها، وإنما يرتبط بالإحساس الذي تتركه الألوان المختلفة في النفس،  وأحيانا بالطريقة التي تستخدم فيها الألوان للتعبير عن أفكار أو مشاعر معينة.

 

وهذا الجانب الذاتي، أي الشخصي، لا ينفي حقيقة أن كل سطح ملون يعكس أشعة ذات موجات تتفاوت في أطوالها، و أن لطول و قصر هذه الموجات قدرة على التأثير في الانطباعات التي نكونها نحو هذه الألوان.

فمن المقبول بشكل عام أن الألوان الزرقاء والخضراء بدرجات معينة تهدئ النفس وتريح الأعصاب، وأن الألوان الحمراء والصفراء تشعر الإنسان بالدفء و تبعث فيه الحيوية و النشاط. و هذا راجع إلى حد كبير إلى نوعية الموجات التي تصل إلى العين.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى