العلوم الإنسانية والإجتماعية

أهمية تعبئة المصادر المالية في مبادرات الاستئصال

2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين

والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العلوم الإنسانية والإجتماعية الطب

إن التمويل الدولي لمكافحة الايدز والسل والملاريا (التمويل الدولي Global Fund) والاتحاد الدولي للقاحات وإكساب المناعات (GAVI) هما المنظمتان الأكبر اللتان توزعان التمويل من أجل الصحة.

على كل حال فإن تمويلهما يختصر على مجموعة رئيسية من الأمراض أو التدخلات؛ ولا تستطيع أي منهما على، سبيل المثل، أن تدعم مبادرتي مكافحة دودة غيني أو داء الخيطيات اللمفاوي.

فالاستخدام الفعال لمصادر المالية النادرة يتطلب عمل جيد منسق واستراتيجية واضحة، وإلا فإن التمويل قد يصبح موضوعاً للجدل وتتضارب حوله الآراء في مبادرة الاستئصال.

بعدما يجرى الاتفاق حول تمويل العلاج والمداواة، يقع المتبرعون تحت الضغوط المتزايدة لتوفير المزيد من المصادر المالية. فإدخال لقاحات جديدة وصيغ لملاريا الأطفال وأدوات علاجية جديدة لمنع انتقال عدوى الـ HIV رأسياً من الأم للطفل تمثل فقط بعض العوامل التي تساهم في ارتفاع الأكلاف السنوية للاتحاد الدولي للقاحات وإكساب المناعات والتمويل الدولي.

ومما يزيد في تعقيد هذه المشكلة أن قياداتهم قد أقرت بعمليات الصرف البطيئة التي تشكل تحدياً دائماً ومتصاعداً بالنسبة للبلدان التي تحتاج إلى إمداد يُعتمد عليه من المصادر المالية لدعم برامجها. وتجاهد الدول لتوجد وتحافظ على الدعم المطلوب من المصادر البشرية لتلبي حاجات المراقبة ومتطلبات إعلام صندوق النقد الدولي. وبالنسبة لبعض الدول عُلم أن هذا الأمر معقد ونتائجه متناقضة (Omman et al. 2007 ).

لقد أدى التفويض بالتمويل إلى نشوء جدل حول ما إذا كان يتوجب التوسع في برنامجه إلى أكثر من اﻠ AIDS، والسل والملاريا. فكثير من البلدان تحتاج إلى التمويل الشامل من أجل الصحة، ولذلك فهناك حاجة إلى تقوية المنظومات الصحية.

 

فبينما يساعد توسيع التفويض الدول في القيام ببرامج صحية أشمل وأكثر فعالية، فإنه يؤدي إلى ضغوط على التمويل في زمن ضعُف فيه الدعم السياسي وشُدّ الحزام على التمويل. فالأزمة المالية الحالية تشكل تهديداً على بقاء التمويل جارياً بمقدار سنوي متصاعد وبعدة بلايين من الدولارات. ومع غياب تمويل استئصال عالمي جديد، يتطلب الأمر آليات تمويل مبتكرة أو طرق جديدة في تنسيق الإمداد بالتمويل.

الحفاظ على استمرارية مصادر التمويل يمكن أن تُستمد من تفعيل النمو الاقتصادي في الأسواق الناشئة وكذلك في الأقاليم التي تجتذب مصادرها الطبيعية مستويات بارزة من الاستثمار الأجنبي المباشر. ويروي ماك كنزي (McKinsey)  (2010) أن " نسبة العائدات للاستثمار الأجنبي هي أعلى في افريقيا من أي اقليم آخر سائر في طريق التطور… إذ ارتفع إجمالي الناتج الوطني 4,9 % سنوياً منذ عام 2000 حتى 2008، وتضاعفت سرعته أكثر من مرتين في الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين، وتزدهر الآن عوالم الاتصالات عن بعد والصيرفة وتجارة التجزئة. وكذلك يزدهر قطاع البناء، وتتصاعد توظيفات القطاع الخاص ".

وبالإضافة إلى ذلك، فإن افريقيا غنية بمصادرها الطبيعية ولديها أكثر من 60 % من الأراضي القابلة للزراعة وغير المستثمرة في العالم (McKinsey 2010). ويضع الطلب المتزايد في العالم على المصادر الطبيعية كالطعام والماء والطاقة، أفريقيا في منتصف ما أصبح حفنة المصادر الطبيعية الأخيرة لأكبر الاقتصاديات في العالم، بما فيها الهند والصين (المنتدى الاقتصادي العالمي 2009).

ومع علمنا بتوفر المصادر الطبيعية ونمو إجمالي الناتج الوطني في افريقيا، وكذلك المحافظة على مستويات النمو في آسيا وأميركا اللاتينية، فهل توجد فرصة أمام المجتمع الدولي ليعمل مع القادة الوطنيين لزيادة نسبة مساهمة إجمالي الناتج الوطني والاستثمار الأجنبي المباشر في البرامج الصحية في العالم؟

أما الاعتماد على الدول الصناعية الثمانية الكبرى (G8) في العالم للحفاظ على التزاماتها ببلايين الدولارات لدعم أولويات البرامج الصحية في العالم، في الوقت الذي تشهد نمواً بطيئاً في اقتصادياتها، فهو حقاً ما يستحق ويبرر إجراء مناقشة على مستوى أوسع.

 

استنتاج

أنت لا تستطيع الاعتماد على عينيك عندما يكون تصورك بعيداً عن المركز

– مارك توينMark Twain

تتطلب مبادرات الاستئصال تنسيقاً وتعاوناً ومساندة أكثر من المنظمات التقليدية، بسبب اعتمادها المتبادل، وتنوعها وعدد العاملين بها والأطر الموسعة اللازمة لإحراز النتائج منها. وتحتاج الإدارة الجيدة إلى مسح  المؤسسات، وإلى القيادة والمهارة فيها، وإلى الطرق غير التقليدية في اتخاذ القرارات، وثقافة المنظمات، وتعبئة وتحالف المصادر المالية.

وفي بداية مبادرة الاستئصال:

– يجب إجراء تفحص دقيق بيئي لمختلف العاملين بها لإقرار كيفية تنظيم العمل، وتوزيعه، وقياسه، وكيفية الإعلان عن النتائج.

– يجب تقدير إمكانية النجاح بتحليل مستوى كل مشارك من الاهتمام والرغبة بالالتزام بتحقيق الهدف.

– يجب إنشاء مبادئ ناظمة وهياكل مساءلة ضمن سياق البيئة الخارجية الأوسع.

– موظفو الصحة في الدولة الذين يجرى تطويرهم يجب أن يدخلوا في تصميم وتخطيط المبادرة.

– يجب تطوير قيم صميمية ومبادئ إرشاد لترشيد العمل وتوضيح دور المشاركين ومسؤولياتهم.

– يجب تقييم تمويل البرامج الصحية على المستويات الوطنية والاقليمية والعالمية.

– يجب مسح هياكل المساءلة التي ستجتذب التمويل من مختلف مجموعات المتبرعين.

– يجب البحث عن مصادر دائمة للتمويل.

 

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتألف القيادة من خليط متنوع من العاملين لضمان وجود الخبرة والإحاطة بالرغبة المجتمعية. وتحتاج البلدان إلى إيجاد مصادر جديدة للقوة بين مواطنيها لتستفيد من عطائهم في مراقبة جودة عمل المنظومة: من مستوى المتبرع حتى التجمعات المحلية.

فالتجمعات على شبكة الحاسب (كلاهما منبران للهاتف النقال والحاسب)  يجب استخدامهما لتقوية قدرة التجمعات المحلية على التعاون والمشاركة في أفضل الممارسات.

وتوحي التدخلات والتشخيصات والتقنية والتقدم في العلوم الاجتماعية ونظرية الإدارة أن القرن الواحد والعشرين يقدم فرصاً لا سابق لها في حل بعض أكبر التحديات الصحية في العالم. ولكن القيام بذلك يتطلب أكثر من وسيلة واحدة. ويحتاج إلى مقاربات مبتكرة لإدخال مجموعة واسعة من العاملين.

 

إقرار واعتراف

أود أن أعترف لقياديي الصحة العالميين الذين يظهرون أساليب في القيادة هي مضرب المثُل اللازمة لترشيد التحالفات المتعددة الثقافات في القرن الواحد والعشرين وهم كل من: السيد راي شامبرز  (Ray Chambers) ، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للملاريا؛ د. أوشي أمازيغو (Uche Amazigo) ، مدير البرنامج الافريقي للسيطرة على داء كلابية الذنب؛ والأستاذ دايفد مولينو (David Molyneux)، التحالف العالمي للتخلص من داء الخيطيات اللمفاوي، كلية ليفربول للطب الاستوائي.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى