إسلاميات

أهمية تحلي الإنسان بصفة التقوى وجزاء المتحلي بها في الدنيا والآخرة

1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

صفة التقوى إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة

التقوى خُلُق أصيل من أخلاق الإسلام. تكرر ذكرها في القرآن الكريم 228 مرة. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من الوصية بها، ويقول: «أكثرُ ما يُدْخِلُ الجنةَ تقوى الله وحُسْنُ الخُلق».

وقد دعا جميع الأنبياء إلى التقوى ووصَّوْا بها، كما قال سبحانه: (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ) (النساء:131)

 

ومن الناس مَنْ يَعُدُّ الشـرفَ في كثرة الأموال، ومنهم من يعد الشرف في كثرة الأولاد، ومنهم من يعدّ الشـرفَ في علوِّ المَنْصِب، فجاء القرآن الكريم بمفهوم جديد للشـريف، قال تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات:13).

وقال عليه الصلاة والسلام: «الكرم التقوى». ومعنى الكرم في الآية والحديث: الشرف. فما معنى التقوى؟

 

هذا السؤال وَجَّهَه عمرُ بنُ الخطّاب لأبيّ بن كعب رضي الله عنهما فقال أبيّ:

– هل أخذتَ طريقاً ذا شوك؟

قال عمر: نعم

فسأل أبيّ: فماذا عَمِلْتَ فيه؟

رد عُمر: تشمَّرْتُ وحَذِرْتُ.

قال أبيّ: فذاك التقوى.

 

ومعنى ذلك: أنك كما تخاف أن ينالك أذى من الشوك وأنت تسير، فتقي نفسك منه، كذلك المؤمن الصالح يخاف أن يُغضب الله، فهو يعمل بما أمر، ويمتنع عما نهى.

فالتقوى في اللغة العربية مأخوذة من الوقاية. أي الحفظ والحذر من كل ما يؤذي ويضرّ.

وهي مبنية على الإيمان بالله، ومراقبته، والخوف من غضبه وعقوبته. ولذلك يُقال: اتَّقِ اللهَ.

ويقال أيضاً: اتَّقِ النار، وقارئ القرآن يتعلم منه أن التقوى تجمع ثلاثة أشياء:

(1) الإيمان الكامل.

(2) المحافظة على العبادات والأخلاق الفاضلة.

(3) الابتعاد عما نهى الله عنه.

 

ولكون التقوى تجمع كل هذا، عَدَّها القرآن من عزم الأمور، أي أن التقَّيَّ يتَّصف بعلو الهمة وقوة الإرادة، فيقول الله، سبحانه وتعالى(لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (آل عمران:186).

والتقوى خير لباس يتزين به المؤمن( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) (الأعراف: 26).

والتقوى خير الزاد للآخرةﭐ(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ) (البقرة:197)، (الألباب: العقول) وقد فصَّل القرآن الكريم جزاء المتقين في الدنيا والآخرة.

 

أما في الدنيا:

1- فقد جعل الله لهم من كل ضيق مخرجاً،

2- ولا يضرّهم كيدُ الكائدين،

3- وتنصرهم الملائكةُ إذا قاتلوا،

4- جعل الله لهم من أمرهم يسرا،

5- ويفتح لهم سبحانه الأرزاق من السماء والأرض.

 

وأما في الآخرة:

1- فالله سبحانه يتقبَّل أعمالَهم،

2- وهو قد كتب لهم الرحمة،

3- وينجِّيهم اللهُ من الخوف والحزن،

4- ويجيئون يوم القيامة «وفْدَاً» بهيئة متميزة،

5- ويتحقق لهم الشرف والفوقية على الخلق.

وكفى هاتان الآيتان في ختام سورة القمر، لتعلم جزاء المتقين:(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ) (القمر:54-55).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى