الاماكن والمدن والدول

نبذة تعريفية عن جمهورية “زائير”

1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

جمهورية زائير الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة

تشغلُ اراضي زائير قلبَ القارَّةِ الأفريقية. وحُدودُها قارية فيما عدا ساحِلها الغربيَّ الضيّقَ الذي يُطِلُّ بفتحةٍ قصيرةٍ على المحيط الأطلسيِّ.

ويَحدُها شمالاً الكنغو وجمهوريةُ افريقيا الوُسطى والسودان، ومنَ الشّرقِ أوغندة ورُواندة وبرُونْدي وتَنْزانْيا، ومِنَ الغَربِ الكونغو وجيبُ كابيندا الأنجولي، ومِنَ الجنوب ناميبيا وأنجولا.

وتبلُغُ مساحةُ زائيرَ 905,126 ميلاً مربعاً (2,344,885 كيلومتراً مربعاً). وبلغَ عددُ سكّانها بحسب إحصاء عام 1984 نحو 30 مليونَ نسمة، ارتفَعَ عدَدُهُم إلى 46 مليونَ نسمة في عام 1996.

 

وهي جمهوريةٌ رِئاسيّةٌ يُنتخبُ رئيسُ الحكومة فيها كُلَّ سبعِ سنوات. وتُقَدَّرُ الكثافةُ العامَّةُ للسكانِ بنحوِ 15 نسمةٍ في الكيلومتر الواحد غيرَ أنّها تصلُ في العاصِمةِ كِنشاسا إلى 266 نسمة في الكيلومتر المربّع.

وتتألّفُ إدارياً من ثمانيةِ أقاليمَ بالإضافة إلى العاصمة كنشاسا التي يَقْتربُ عددُ سكّانها من أربعةِ ملايينَ نسمة.

واللُّغةُ الفَرَنسيّةُ هي اللغةُ الرسميةُ للبلادِ، ويتحدّثُ سُكّانها كذلك لغةَ البانتو، ويدينُ 48% من سكانها بالمسيحية الكاثوليكيّةِ، ونحوُ 28% بالبروتستانتية، ونحوُ 17% بالمسيحيةِ الكيمبانجية (تأثير البعثات التبشيرية)،  ونحوُ 1,5% بالإسلام، وبقيّةُ السكّانِ بالأرْواحيةِ (وهي ديانة محلية).

 

وتحتلُّ زائيرُ الجانبَ الأيْسَرَ لِحوضِ زائيرِ (نهر الكنغو). والقسمُ الغربيُّ الأوسطُ منها عبارةٌ عن حوضِ تِكْتوني يتراوحُ مَنْسُوبُه من 300 إلى 400 متر وعَملتْ المجاري النهريةُ النشيطةُ على تعميقِهِ بالخوانِقِ النّهريّةِ المتعمّقَةِ في صخورِ كلهاري والكارو الرسوبية.

وتقعُ أعلى أراضي زائيرَ في أقصى شرقِ البلادِ على منسوبٍ يتراوحُ من 1500 إلى 3500 متر. وهي تتألّفُ من سِلْسلةٍ جبليّةٍ صدعيةٍ تمتدُّ من بلدةِ روتشورو في الشَّمالِ حتى ألبرْتڨيل وبودوينڤيل في الجنوب.

وتطلُّ الجبالُ بحافاتٍ رأسيةٍ على بحيراتِ الأخدودِ الأفريقي وهي هنا ألبرت وكيفو وتنجانيقا، وتمتدُ الجبالُ جنوباً حتى إقليم كاتنجا.

 

ومن بَيْنِ المرتفعات ذاتِ المخروطاتِ البركانيةِ في هذا النّطاقِ مرتفعاتُ فيرونجا (4507م) وكتلةُ رونزوري (5220م) وتغطّي أعالي هذه المرتفعاتِ القمَمُ الثَّلجِية.

وتمتلكُ زائير طاقةً مائيةً هائلةَ الحجم مُمثّلةَ في مياه حوضِ الكنغو (متوسِّطُ تصريفِهِ 40,000 متر مكعب/ الثانية)، وطولُ مَجراهُ 4200 كم، ومساحةُ حوضِهِ 3,690,000 كم2.

ومن ثَمًّ فهو ثاني أكبر الأحواضِ النّهريةِ مساحةً في العالمِ بعدَ حوضِ نهرِ الأمازون. وهوَ صالحٌ للمِلاحَةِ فيما بين كيسنجاني في الشرقِ وكنشاسا في الغربِ وهيَ مسافَةٌ طولُها 3000 كم.

 

ومَناخُ زائيرَ من النّوعِ الاستوائيِّ المرتفعِ الحرارةِ، الرّطبِ (المتوسّطُ السنويُّ لدرجةِ الحرارةِ 25ﹾ˚ س). وتسقُطُ الأمطارُ طولَ العام، ولا تَقِلُّ كميةُ المطرِ السنويِّ عن 50 بوصة (125 سنتيمتراً) وقَدْ تَصِلُ إلى أكثرَ من 80 بوصة (200 سنتمتراً) سنوياً.

وتزدادُ كميّةُ المطر في قلبِ زائيرَ وتقِلُّ جنوباً عندَ البُعدِ عن الدّائرةِ الاستوائيّةِ. وعلى ذلك تنتشرُ الغاباتُ الاستوائيّةُ الكثيفةُ والمُتَشابكةُ الأغصانِ في شمال زائيرَ وأواسطها، ثُمَّ تَقِلُّ كثافتُها صَوْبَ الجنوبِ، حتّى تنتشرَ حشائشُ السّڨانا المُخْتلِطَةُ مع شُجَيْراتِ الباوباب والسّنْطِ في جنوبِ زائيرَ.

ويتألَّفُ سكانُ زائيرَ من جماعاتٍ بشريَّةٍ متعدِّدةٍ، مِنْ أهمِّها البانتو الذينَ يترَكَّزونَ في القسمَيْنِ الشماليِّ والجنوبيِّ منَ البلادِ.

 

وتتألَّفُ هذهِ الجماعاتُ من أكثرَ من مئة فرعٍ، وكُلُّ فَرعٍ منها يتألّفُ بدورهِ من عِدَّةِ قَبائِلَ، وقد يكون لهُ كذلكَ لُغَتُهُ المحليةُ الخاصّةُ به.

ويعيشُ في القسمِ الشماليِّ من زائيرَ جماعاتٌ نيليةٌ وسودانيةٌ قليلةُ العددِ. هذا إلى جانبِ الأقزامِ الذي يتركَّزونَ في المناطِقِ الحَوضيّةِ المنخفضَةِ المنسوبِ من حَوْضِ زائير، ويعيشون على الصَّيْدِ البُدائي وجمع الطّعام.

وإلى جانبِ المشكلاتِ النّاتجةِ عن تعَدُّدِ الجماعاتِ البشرية واللّغاتِ والدّياناتِ، تُعاني زائيرُ من مشكلةِ الهِجرةِ الداخلية وما يَنْتُجُ عنها.

 

فهناكَ هِجْراتٌ داخليةٌ مستمرةٌ للسكانٍ من المناطقِ الريفيةِ والغاباتِ إلى المُدُنِ الكبرى وبخاصةٍ كنشاسا ولوبومباش ومتادى وبوكانو وكيسنجاني بحثاً عن فُرَصِ العمل.

ويعتمدُ الاقتصادُ الزائيريُّ على إنتاجِ خامِ النُّحاسِ، ولذلكَ تدَهْورَ ميزانُ المدفوعاتِ الزائيريِّ في عام 1972 عندما انخفضَ سِعْرُ خامِ النُّحاسِ عالمياً.

وطالبتْ حكومةُ زائيرَ خِلالَ الفترةِ من عام 1973 إلى 1975 بتأميم شركاتِ تعدينِ النُّحاسِ، أو على الأقلِّ مُشاركةِ الحكومة بما لا يَقِلُّ عن 50% من قيمة الأسهم.

 

 وفي عام 1992 كادَ يتوقَّفُ إنتاجُ خامِ النُّحاسِ في زائيرَ بِسَببِ انُخِفاضِ سعرِ الخامِ عالمياً وتعرُّضِ الاقتصادُ الزائيريُّ لأزمةٍ حادَّةٍ.

والإنتاجُ الزراعيُّ نسبتهُ محدودةٌ في الدَّخْلِ القَوميّ. ويعوقُ الاستغلال الاقتصاديَّ للغاباتِ كَثْرةُ تَنَوُّعِ الأشجار في مساحةٍ محدودةٍ، وكذلك صعوبةُ المواصلاتِ، وتكاليفُ النَّقْلِ.

 

وعلى الرَّغمِ من ذلكَ ارتفع إنتاجُ زائيرَ من الأخشابِ من 459 مليونَ قدمٍ مكعَّبٍ في عام 1977 إلى نحو 1,25 بليون قدم3.

وتعملُ الدولةُ على تَنْويعِ مصادرِ الدَّخلِ دونِ الاعتمادِ كلياً على الدَّخلِ من خامِ النحاس. وتُشَجِّعُ الدولةُ توسيعَ الرُّقعةِ الزراعيةِ وزراعة المانيولا والذُّرةِ والذرةِ الرفيعةَ والبطاطا والأرز، وزيادةَ مساحة مزروعاتِ المحصولات الاقتصادية وبخاصةٍ قصبُ السُّكَّرِ والسيسل والسِّمْسمُ والكاكاوُ والدخَّانُ والشايُ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى