العلوم الإنسانية والإجتماعية

نسب الإنفاق على البحث والتطوير في دول أوروبا الغربية

1998 تقرير1996 عن العلم في العالم

KFAS

الإنفاق على البحث والتطوير دول أوروبا الغربية العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

إن الخليط اللافت للنظر من التقاليد الثقافية الدينية والعلمانية في أوروبا ولَّد بيئة خصبة، وإنْ لم تكن مقبولة دومًا، للأفكار وتطويرها وتطبيقها.

وقد استمرت حديقة الأفكار هذه بالترعرع وباستيعاب تقاليد أخرى طوال 400 سنة، مما أسفر عن تكوّن تربة فوقية غنية للتوسع الحديث والسريع في إعداد طواقم البحث والتطوير اللازمة للمجتمعات الأوروبية.

وتقدّر نسبة هذه الطواقم الآن بواحد لكل 250 من قوتها العاملة، كما أنه ينفق عليها ما نسبته %2 من الناتج المحلي الإجمالي.

وسنبحث في هذا الفصل البنى العلمية في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (EU) ورابطة التجارة الحرة الأوروبية (EFTA).

وتخفي المعدلات اختلافًا واسعًا بين الدول المختلفة: ففي حين خصصت سويسرا نسبة %2.9 من ناتجها المحلي الإجمالي للبحث والتطوير عام 1989، صُرِفَ معظمها على الصناعة، خصصت اليونان نسبة %0.5 فقط، أُنفق معظمها على المصادر العامة.

وفي معظم الدول ازدادت هذه النسبة المئوية خلال أوائل عقد الثمانينات، ثم هبطت خلال أزمة الركود الاقتصادي في أواخر ذلك العقد، ولم تعد إلى سابق عهدها في أوائل التسعينات.

 

وبوجه عام، فمن الممكن ملاحظة أن هناك دولاً تخصص ميزانيات كبيرة للبحث والتطوير- فرنسا وألمانيا وهولندا والسويد وسويسرا والمملكة المتحدة- كما أن ثمة دولاً أخرى تكون ميزانيات البحث والتطوير فيها أقل– اليونان وإيرلندا والبرتغال وإسبانيا (الشكل 1).

هذا وإن الإنفاق المحلي الإجمالي على البحث والتطوير (GERD)، كنسبةٍ مئوية من الإنفاق المحلي الإجمالي، يُعَدُّ مؤشرًا مفيدًا إلى جدية دولة ما في مواكبة التطورات الحديثة.

ومع أن أوروبا لم تعد تهيمن على عالم العلم، فإن دور البحث العلمي كمنطَلقٍ لتحسين نوعية حياة المواطنين يعبَّر عنه بالدعم القوي الذي تواصل الحكومات الأوروبية تقديمه إلى التعليم والتدريب والبحث والتطوير والابتكار والتجديد.

وتقدم الصناعة المقدار نفسه من الدعم وسطيًا، مع أن الدور الذي تقوم به الصناعة هنا يختلف كثيرًا من بلد إلى آخر. كذلك فإن الجهود المبذولة في هذا المجال تحظى باهتمامات دولية متزايدة: فالعديد من العلماء يتعاونون تعاونًا دوليًا، كما أن بعضهم يعتمدون في إنجاز بحوثهم على مرافق بحثية تديرها مؤسسات دولية.

هذا وإن كثيرًا من الشركات تمارس نشاطها في البحث والتطوير في أكثر من دولة أوروبية، ويؤدي الاتحاد الأوروبي دورًا مهمًا في تشجيع البحوث المشتركة وتمويلها داخل الدول الخمس عشرة الأعضاء فيه وخارجها.

 

ولا يمكننا من خلال الوصف الموجز للعلم في أوروبا أن نلقي الضوء على أكثر من زاوية صغيرة من النشاطات، بيد أنني سأحاول أن أشرح كيف تقوم الأطراف المختلفة في المجموعات المعقدة التي تعمل في العلم بالعمل معًا لتنفيذ المهمات الموكولة إليها.

ومع الاختلافات في تاريخ الدول وثقافاتها، حتى في هذه المنطقة الجغرافية الصغيرة، فهناك أمثلة على الطرق المتنوعة جداً لتنسيق العلوم.

وسأبدأ بالنظر إلى بعض المعالجات النموذجية، ثم أنتقل إلى السمات الأعم للإنتاج العلمي والتعليم العالي والآثار الاقتصادية ومعالجة نمط جديد من السياسة العلمية بدأ يسود في المنطقة.

وستتطرق النتيجة إلى توحيد القوى في العمل العلمي في أوروبا دون أن ننسى أن التنوع والاستقلال الذاتي لكل بلد كانا دائمًا يؤثران في العلم الدينامي الخلاق.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى