التاريخ

تاريخ اكتشاف الإنسان البدائي الكيمياء

1999 تاريخ الكيمياء

صلاح محمد يحياوي

KFAS

الكيمياء التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

ما إن أدرك الإنسان القديم وجوده في الطبيعة، حتى تبين أنه محاط بأحجار وأشجار وماء وهواء وأصناف مختلفة من كائنات حية تختلف عنه، لكنها تحس مثله بالجوع وتتحرك بحثاً عن الطعام.

أكل الإنسان الأعشاب وجميع أصناف الخضراوات والفواكه التي وجدها أمامه، ثم دَبَّ السأم في نفسه منها، فبحث عن أنواع جديدة يستطيبها، فأخذ يصطاد بعض الحيوانات وينهش لحمها.

وفي أحد الأيام راعه حريق في الغابة وأحسَّ بسعيره، فابتعد مذعوراً إلا أنه شم رائحة أثارت شهيته، فعاد يحوم حول النار بعد خُبُوّها. 

وكان إحساسه بالجوع يزداد كلما اقترب من حيوان كانت النار قد أوقعته في حبائلها فقضت عليه، ثم أخذت تشويه وتحرقه. 

تقدم ذلك الإنسان القديم نحو الحيوان المشوي، وانتزع قطعة من لحمه ووضعها في فمه، فاستطاب طعمها واستلذ أكلها … ومنذئذ عزم على شيّ ما يصطاده من حيوانات قبل تناولها … وهكذا بدأت الفنون الكيماوية في مطبخ الطبيعة الرحب.

 

عندما كانت الطبيعة طبخاً واسعاً أخذ الإنسان القديم يستعمل أدوات وجدها من حوله في الطبيعة، فكانت هراوته فخذ حيوان كبير أو غصن شجرة. 

وكرت ألوف السنين تعلم الإنسان خلالها تشكيل الصخور لجعلها ذات حد قاطع أو راس مدبب، وكذلك أدرك أن طبيعة المواد قد تتغير أحياناً، فعرف أن البرق قد يُحْدِثُ حريقاً في الغابة. 

وأدرك أن الرماد الأسود الناتج من حرق الحطب ليس كالحطب قبل الحرق، وأن اللحم قد يفسد ويتعفن، وأن عصارة الفاكهة قد تغدو حامضة بمضي الوقت أو تغدو عربية الطعم والتأثير عند شربها.

 

إن هذه التغيرات وأمثالها في طبيعة المواد هي موضوع العلم الذي نُطلِق عليه اسم الكيمياء، في حين أن التغير الأساسي في طبيعة المادة وبنيتها هو التغير الكيماوي.

ولم تتح الفرصة للإنسان لإجراء تغيير كيماوي مقصود إلا بعد أن صار قادراً على إيقاد النار والإبقاء عليها متقدة، بمعنى أنه لم يتحقق له ذلك إلا بعد اكتشافه النار حيث أصبح "كيميائياً" بالممارسة. 

فاستخدم النار ليحقق مزيداً من التغيرات الكيماوية، فلقد طبخ الطعام فتغير لونه وطعمه، وشوى الطين، فحصل على القرميد والآنية الفخارية، ثم حصل بعد ذلك على السيراميك وعلى ضروب من الزجاج.

وكانت أولى المواد التي استعملها الإنسان هي ما وجد حوله مثل الخشب والعظم وجلود الحيوانات والحجر. 

كان ذلك هو العصر الحجري كما تدل عليه الآثار الحجرية التي خلفتها لنا تلك العصور الغابرة.

 

وفي العصر الحجري، أي حوالي سنة 8000 ق.م، أدخل الإنسان الذي عاش في بلاد ما بين النهرين (دجلة والفرات) تغييراً في إنتاج الغذاء عندما أخذ يدجِّن الحيوانات ويعتني بها كَيْما يتخذها طعاماً له. 

ولقد تعلم الإنسان آنذاك زراعة النباتات مما زاد في تنوعها ووفرتها.  وغني عن البيان أن الزراعة قد يسَّرت للإنسان الاستقرار في مكان معلوم، بنى في مسكنه، ومهدت بذلك لنشأة المدن وبدء الحضارة.

بقى الحجر خلال ألفي عام من هذه الحضارة مادة الأدوات المتميزة. 

واستنبط الإنسان تقنيات جديدة للتناول، وبدأ العصر الحجري الجديد أو العصر "النيوليتي" الذي تميز بصقل الحجر.  وتقدمت  صناعة الفخار.  وشهدت بلاد السوماريين (العراق حاليّاً) مزيداً من التطورات.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى