الطب

أنواع الألم الذي يصيب الإنسان

2008 آلام أسفل الظهر

سعاد محمد الثامر

إدارة الثقافة العلمية

أنواع الألم الذي يصيب الإنسان الطب

على الرغم من أن مسببات ألم أسفل الظهر كثيرة ومعقدة، فإنه غالباً ما يكون نمط الألم ذاته متشابهاً في كل الأحوال ويمكن تحديد معظم آلام الظهر في إطار الأنواع التالية:

النوع الأول:

هو الألم الفجائي الذي يستمر فترة قصيرة من الوقت، ويمكن لنوبات الألم النموذجية في هذا الإطار أن تستمر يوماً كاملاً، أو حتى أسبوعين. 

ويتزايد أو يشتدّ الألم مع محاولة التقوس إلى الخلف، أي عند محاولة تمديد الظهر.  ويشكو المريض من ألم شديد ومحدد في الظهر ذاته أو في أحد الردفين بدلاً من الساق.

 

النوع الثاني:

هو الألم الذي يبدأ بشكل تدريجي ويستمر لعدة أسابيع أو حتى بضعة شهور قبل أن يختفي. 

ويشتدّ هذا الألم عند محاولة الانحناء إلى الأمام أو عند الجلوس مدة طويلة.  وكما في النوع الأول يتركز الألم ضمن الظهر ذاته أو في أحد الردفين بدلاً من الساق.

 

النوعان السابقان من آلام الظهر يرتبطان نموذجياً بالمشكلات التي تنتج عن المؤثرات الحركية، الناتجة بدورها عن التقدم في السن وعملية التآكل في مفصال السُطَيْحات المفصلية (وهي تسمية للمفاصل بين قوسي الفقرتين) أو في أقراصها. 

ومع أن هذين النوعين يختلفان في كثير من النواحي فإنهما يتشابهان في نواحٍ عديدة، كتجمع الألم في منطقة الظهر، ويجب أن يستجيبا للتمارين العلاجية التي سنوضحها لاحقاً.

 

النوع الثالث:

هو الألم الي يمتد أسفل الظهر ماراً بالردفين إلى الفخذين، وأحياناً ينزل إلى الساقين والقدمين ويصاحبه خّدَر.  وقد تسوء الحالة فلا يشعر المريض بساقه وإن وخزت بدبوس مثلاً، ولا يستطيع التمييز بين الحرارة أو البرودة عند ملامستها لساقه. 

وقد يصاب بضعف عضلي في الساق المصابة.  ويمكن في بعض الأحيان أن يشعر المريض بأن الألم في ساقه أقوى من الألم في ظهره، وهذا التجمع للألم في الساق يمكن أن يكون أحد نمطين:

 

النمط الأول: يشعر المريض بألم فجائي في الساق يتبعه في أغلب الأحيان انزعاج في المنطقة السفلية من الظهر.  ويسوء أو يشتدّ الألم في الساق والظهر عند محاولة الانحناء إلى الأمام والأسفل. 

ففي هذا النمط من الألم يكون المريض مصاباً أساساً بتلف في أحد أقراص المنطقة القطنية لسببٍ من الأسباب، قد يكون رفع جسم ثقيل مع ثني الظهر أو رفع ثقلٍ على الأرض بصورة مغلوطة، ما سبب ازدياد الضغط العمودي على القرص الغضروفي وأدى إلى انضغاطه، أو بسبب رفع جسم ثقيل مع ثني الظهر.

ولذلك عندما يحاول المريض الانحناء إلى الأمام والأسفل، حيث تتحرك النواة إلى الخلف، عندها تكون الفرصة مواتية لخروج النواة من المحيط القرصي بسبب تلفه، محدثاً نتوءاً يقوم بتسليط ضغط فجائي على أي من الجذور العديدة للعصب الوركي (عرق النسا)، وعندها يصاب الشخص بآلام عرق النسا المعروفة.

 

النمط الثاني: ينتج الألم عن ضغط مزمن من الجُدُر العظيمة لممرات الأعصاب، التي تضيق مع الزمن.  وهذا النمط من الألم ينتشر بين المسنين، حيث ينتج الألم في الساق عند المشي وسرعان ما يختفي عند الجلوس.

إن هذين النمطين من تجمع الألم في الساق أو الساقين مرتبطان نوعاً ما بتعب الأعصاب وبالتحديد الأعصاب المغلوطة.

فإذا كنت عزيزي المريض تعاني ألماً متجمعاً في منتصف أسفل الظهر أو متجمعاً قليلاً فوق الردفين ولا ينزل إلى الساق أو الساقين أو حتى الفخذين، عندها لا بد أنك تعاني مشكلة حركية، أي ليس من شدّ الأعصاب، ويمكن أن تسهم التمارين الواردة في هذا الكتاب في مساعدتك على حلها.

 

اختبار الألم المناسب:

وإذا كان الألم يتمركز في الظهر والردفين ولكنه لا ينزل إلى الساقين أو الفخذين، واحتمال أنه يسوء عند تمدد الظهر إلى الخلف، عندها يجب أن يتم اختيار برنامج من التمارين الخاصة بثني الجسم، أما إذا كان هذا الألم يسوء عند الانحناء إلى الأمام فيجب أن يتم اختيار برنامج من التمارين الخاصة بتمدد الجسم.

والخلاصة أنه إذا كان المريض يشعر بالألم نتيجة تمدد الظهر إلى الخلف فعليه اتباع التمارين التي تتمثل في الانحناء إلى الأمام.  وإذا كان المريض يشعر بالألم نتيجة الانحناء إلى الأمام فعليه اتباع التمارين التي تتمثل في التمدد إلى الخلف.

 

أما بالنسبة للنوع الثالث من ألم أسفل الظهر فإن التمارين العلاجية التي سنوضحها لا تلعب سوى دور محدود. 

وعند حدوث نوبة ألم حادة يمكن لتمدد لطيف غير شديد إلى الخلف أن يساعد المصاب على تخفيف أعراض الألم في الساق، أما إذا كان الألم في الساق يشتدّ مع المشي ويخف مع الراحة والجلوس وعندها تكون تمارين الثني هي المناسبة لتخفيف الأعراض على الأقل.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى