علوم الأرض والجيولوجيا

أنماط هطول الأمطار في قارة إفريقيا

2016 طيور العالم

KFAS

أنماط هطول الأمطار في قارة إفريقيا علوم الأرض والجيولوجيا

تقع المناطق ضمن °10 درجات من خط الاستواء داخل حزام التقارب بين المَدارين (ITCZ) (وتتلقّى بالتالي موسمَين مَطريّين) في فترتين منفصلتين تماماً من السنة. وينتج عن ذلك معدّلات مرتفعة من هطول الأمطار المتساوية التوزيع التي تسمح بدَورها بنموّ الغابات.

وتُعدّ غابات أفريقيا المطيرة المَداريّة الثانية من حيث انتشارها بعد الغابات المطيرة في أميركا الجنوبيّة.

وتضمّ هذه الغابات ثروةً من الطيور، وتشمل طواويس الكونغو، وأفراداً كثيرة مِن مثل تلك الفصائل ومنها البواقير والملتحية والبلابل الخضراء.

وتتلقى المناطق الواقعة أبعد من °10 درجات من خط الاستواء موسماً مطريّاً واحداً كلّ سنة، متبوعاً بجفافٍ طويل. ووفقاً لإجمالي كميّة الأمطار التي تتناقص كلّما ابتعدنا عن خط الاستواء نحو المنطقة المدارية، تنتج عن هذا النظام المناخي أحراج السافانا، وأجمات شبه قاحلة، أو صحارَى في أكثر الفترات جفافاً.

 

ولهذه الأسباب، تترتب أنواع الغطاء النباتي الأساسية في أفريقيا في أحزمة متوازية من الشرق إلى الغرب مع تراجع خصوبتها، على جانبي خط الاستواء.

تتألّف أحراج السافانا من الأشجار النفضيّة المعتدلة الطول التي تجدُ الطيور فيها ثقوباً كثيرة لأعشاشها، مثل الزرازير والشقرّاقات، والبَواقير الأصغر حجماً التي تعيش في الرّيف المكشوف. ومع قدوم مَوسم الأمطار تكتسي الأرضُ بعشبٍ كثيفٍ طويلٍ يعجّ بطيورٍ مِن النسّاجات مثل الأسقف والأرمَل.

وأمّا مناطق الشجيرات شبه القاحلة فهي نفضيّة أيضاً إلى حدٍّ كبير، وتهيمنُ عليها شجيراتٌ متنوّعة من الأكاسيا أو السنْط. ويوفّر هذا الرّيفُ الجافّ مَوطناً لمجموعةٍ كبيرة التنوّع من التنُّوطات، وغالباً ما يتزيّنُ الغطاءُ النباتيّ بحبالٍ من الأعشاش العشبيّة المتدلّية لهذه الطيور.

وتشملُ الطيورُ التي تعيش على الأرض الحُبارى والقَطا والجُشَن. ولا يعودُ المطرُ خارجَ هذه الأراضي شبه القاحلة كافياً لنموّ غطاءٍ نباتيّ كثيف وتصبحُ الأرضُ صحراءً مكشوفةً، وهي الصّحراء الكُبرَى شمالاً وصَحراء كالاهاري وناميبيا جنوباً.

 

وتنوُّع الطيور في هاتين الصحراوَين هو تنوّعٌ أقلّ كثيراً عنه في المناطق المدارية الأفريقيّة الأكثر نداوةً- وهو ما يفسّرُ العبارة “عدا أقصى الجنوب الغربي” التي تظهر في كثيرٍ من الوصف الملخّص لأنواع الطيور المذكورة هنا. وهناك مَنطقتان مَداريّتان أفريقيّتان متميّزتان لا بُدّ مِن أنْ نذكرَهُما.

يغطّي الطرفَ الأقصى الجنوبيَّ لأفريقيا مناخٌ شبهُ مَداريّ مثل مناخ البحر المتوسّط؛ وتنتجُ عنه أشجارٌ خفيضةٌ مختلطة تُعرف باسم “جُنيبات الفنبوس” (fynbos)، وهي شبيهة جداً بأجمات “الماكي” (maquis) التي توجد شمالاً. وتشمل طيورُ البحر الكثيرة حول هذه الشواطئ البطريقَ الأفريقي.

يُعدّ الوادي المتصدّع الأفريقي علامةً ظاهرةً في سطح الأرض على الضعف في قشرة القارّة الأفريقيّة. وتقطن تجمّعات كبيرة الأعداد من طيور النحّام بحيرات الصودا التي توجد على أرض ذاك الوادي المتصدّع في مَواقع مثل ‘ناكورو’ و‘نطرون’، وهي طيورٌ تشكّل أكثر مناظر الحياة البريّة المثيرة للدّهشة في العالم.

وقد أدّت حركات الرّفع الأرضيّة المؤثّرة التي صاحبت عمليّات الخسْف إلى تشكيل المرتفعات الإثيوبية والأفريقيّة الشرقيّة. والمرتفعات الشرقيّة هذه ضيّقةُ الامتداد نسبيّاً ولكنها تحتوي على مواقع مقترنة قريبة من النُظم البيئيّة المتنوّعة بحيثُ تشكّلُ في كينيا وأوغندا مَوئلاً لأغنى مجموعات الطيور المحليّة تنوّعاً في القارّة.

تتكوّن مجموعة طيور الإقليم المداري الأفريقي من 1850 نوعاً تقريباً ضمن 95 فصيلة، ولا يتجاوزها في غنى تنوّعها سوى طيور الإقليم المَداريّ الجديد. وهناك رتبةٌ واحدةٌ من رُتب الطيور، وهي طيور الوَبر أو الكوليّات، و12 فصيلةً هي من الطيور المستوطنة للإقليم المداري الأفريقي.

 

وخمسةٌ من هذه الفصائل تضمّ نوعاً وحيداً فريداً، وهي: النعامة، وأبو مركوب، ومطرقيّ الرّأس، ورامي الثعابين، وفي إقليم مالاغاسي الشقرّاق الوقواقي. وقد انحصر انتشار النعام الذي يُعد من بقايا طيور “غوندوانا” الأفريقيّة في الإقليم الأفريقي جنوب الصحراء الكبرى بفعل عواملَ بشرية، حيث تعرّضت هذه الطيور للصيد حتى الانقراض في الشرق الأوسط، وكذلك في شمال أفريقيا في الفترة الأخيرة فحسب تقريباً.

تُشكّلُ الأنواعُ العشرون مِن الطُرّاقات أو أكّالة الموز (turacos) أكبرَ الفصائل المَداريّة الأفريقيّة الفريدة، وهي مجموعةٌ قديمةٌ تتصلُ على الأرجح بالبُوم والسِّبدان. وهَداهِد الغياض والصِّردان المتقلّسة هي كذلك أنواعٌ مُستوطِنة في البرّ الرّئيسي المَداري الأفريقي، بينما تنحصر الطيور الوسيطيّة وشقرّاقات الأرض والأسيتيات وصِردان الفانكا في إقليم مالاغاسي.

ويُعدّ الغرغر من طيور أفريقيا المُستوطنة بشكلٍ عام، مع أنّ أعداده تتراجع سريعاً شمال الصحراء الكبرى. وأمّا المجموعات المدارية الأفريقية الفريدة الأخرى، والتي لا تضمّ سوى نوعين لكل منها، فهي طيور السُكّر، وعصافير القُرادة أو نقّارة الماشية، والمكتهفة أو العقاعق الملطّخة.

تشمل الفصائل ذات الأنواع الأكثر تنوّعاً في الإقليم المَداري الأفريقي طيور الحُبارى، والعدّاءة، والوَراوير، والشقرّاقات، والمُلتحية، وأدلاّء المَناحِل، والقبّرات، والتّميرات، والتنّوطات.

 

ويظهر التنوّع الغزير في نشوء الأنواع على نحو ملحوظ في الهازجات الفصّية (43 فئة تصنيفيّة)، والرّحيقيّة أو التّميرات (82)، والتنّوطات (81). والإقليم المداري الأفريقي غنيٌّ استثنائيّاً بالكواسر الكبيرة النهاريّة النشاط.

تشملُ الفصائل ذات الأنواع القليلة نسبيّاً في الإقليم المَداري الأفريقي بالمقارنة مع فصائل المناطق المدارية الأخرى من العالم القديم الببغاوات، والنهّاسات، ونقّارات الخشب أو القرّاعات (الكبيرة)، وعِراض المنقار (وَسِيعات الحلْق)، والبِتّات (الطيور الصغيرة)، والمَهاذير (الطماليّة)، والصِّردان الوقواقيّة (أكّالة اليَساريع)، وفضّيات العيون (متحلّّقة العيون).

وتحافظ معظم هذه الطيور على تنوّعها الأكبر في أماكن أبعد شرقاً، في الإقليم الشرقي والإقليم الأسترالازي. والببغاوات شديدة التنوّع أيضاً في أميركا الجنوبيّة وتمثّلُ، مثل النعام على الأرجح، ما تبقّى من طيور “غوندوانا”.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى