علوم الأرض والجيولوجيا

أمثلة متنوعة على الزلازل القوية التي شهدها العالم

2001 الزلازل

فريال ابو ربيع و الشيخة أمثال الصباح

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العالم الزلازل علوم الأرض والجيولوجيا

توزع مراكز الزلازل في العالم في هيئة أحزمة وتوضح خريطة العالم الزلزالية حزامين زلزالين رئيسين وعدداً من الأحزمة الثانوية.

ويعتبر من أنشط هذه الأحزمة الحزام الذي يحيط بشواطىء المحيط الهادي المعروف بحلقة النار، ويطلق هذا الحزام قرابة 90% من الطاقة الزلزالية في العالم. 

أما الحزام الرئيسي الآخر وإن كان أقل نشاطاً من الأول فإنه يتمثل بالنطاق الممتد بين المحيطين الأطلنطي والهادي

 

ويبدأ من جزر الأزور في المحيط الأطلنطي ثم يعبر البحر المتوسط ويمر بتركيا وايران والقوقاز وجبال الهيمالايا ثم بورما وأندونيسيا وغينيا الجديدة حيث يلتقي مع حزام المحيط الهادي

ويتفرع من هذا النطاق نطاق حزام أقل نشاطا هو حزام البحر الأحمر الذي يمتد إلى شرق أفريقيا وجنوب شبه الجزيرة العربية

والشكل (2-1) يوضح توزيع أحزمة الزلازل على خريطة العالم، وفيما يلي عرض لتأثيرات أقوى الزلازل المعروفة في العالم.

 

 

1) زلزال شينسي بالصين عام 1556 :- 

يعد هذا الزلزال أكبر الزلازل من حيث ما سببه من خسائر بشرية إذ تذكر السجلات والوثائق أن عدد القتلى وصل إلى 830000 قتيل وتعد هذه أكبر خسارة بشرية زلزالية عرفها التاريخ ويعتقد بعض الباحثين أن الرقم مبالغ فيه.

 

2) زلزال لشبونة البرتغال عام 1755:- 

تسبب في حدوث موجات بحرية زلزالية (تسونامي) عاتية بلغ ارتفاعها حوالي 25 متراً ، وامتدت المياه إلى مسافة 15 كيلومتراً على اليابسة.

 

3) زلزال نيو مدريد 1811 – 1812:- 

هي سلسلة من الزلازل وقعت في منطقة نيو مدريد – ميسوري – أمريكا بدأت بزلزال يوم 16 ديسمبر 1811 واستمرت الهزات يومياً لأكثر من سنة من بينها هزتان عنيفتان في 23 يناير و 7 فبراير 1812

وتعتبر هذه الهزات من أعنف الزلازل التي تحدث داخل الألواح (الصفائح) التكتونية المتحركة، وليس على حدودها كما هو معروف .

 

وعندما آن لهذه الهزات أن تنتهي كان ما مساحته من 8 – 13 ألف كيلومتر مربع من الأرض قد تغيرت معالمها .

تماماً وقد قدرت الشدة الزلزالية في أكثر المناطق تأثراً بإحدى عشرة درجة بمقياس ميركالي المعدل. والجدير بالذكر أن منطقة نيو مدريد لم تتأثر خلال ال150 سنة الأخيرة إلا بهزات ضعيفة ذات تأثير محدود.

 

4) زلزال منطقة آسام – الهند 1897 – 1950 :- 

هما من أقوى الزلازل في العصر الحديث وتحدث هذه الزلازل في شرق جبال الهيملايا عند الحدود الشمالية الغربية للهند وقد تكونت نتيجة للتصادم المستمر بين الصفيحة الهندوأسترالية والصفيحة اليوروأسيوية .

وتولد هذه المنطقة أقوى وأعنف الزلازل مثلها مثل الحزام الزلزالي الذي يحيط بشواطئ المحيط الهادي المعروف بحلقة النار .

ونظرا لندرة السكان في هذه المناطق فإن الخسائر البشرية تعتبر قليلة جدا بالمقارنة بقوة الزلازل . إلا أن التغيرات الطبيعية في سطح الأرض تكون هائلة.

 

5) زلزال سان فرانسيسكو – كاليفورنيا – أمريكا 1906 :- 

يعتبر هذا الزلزال من أقوى الزلازل التي وقعت علىى صدع سان إندرياس الذي الذي يمتد لمسافة حوالي  1200 كيلومتر على السواحل الغربية للقارة الأمريكية الشمالية.

ولم تحدث الخسائر نتيجة الاهتزاز العنيف فقط، بل أيضاً نجمت عما سببه الزلزال من انتشار الحرائق في أنحاء المدينة .

وقد عانت مدن أخرى من ولاية كاليفورنيا من هذا الزلزال حيث إن طول الجزء المتزحزح من صدع سان أندرياس كان يربو على 400 كيلومتر .

 

6) زلزال طوكيو – هوكايدو 1923 (زلزال كانتو) : – 

يعتبر من أشد الزلازل تدميرا في العصر الحديث لليابان , وقد حدث في وقت الظهيرة والناس يعدون طعام الغذاء . ولهذا وقع الكثير من الحرائق بالإضافة إلى الدمار الهائل الناتج عن الاهتزاز والذي دمر مصادر المياة .

وقعت بؤرة الزلزال تحت خليج ساجامي، ويبعد مركزه عن مدينة طوكيو 90 كيلومتراً ، وعن مدينة يوكوهاما ب65 كيلومتراً، وقد ساعدت الريح على انتشار الحرائق التي استمرت ثلاث ليال متوالية نتيجة لتدمير مصادر المياه.

 

وقد حدثت تغيرات كبيرة في تضاريس أعماق الخليج . وأدى الزلزال إلى حدوث موجات زلزالية بحرية عاتية (تسونامي) ضربت الشواطئ القريبة بعنف.

وقد سمي هذا الزلزال باسم كانتو ، وهو أحد أحياء طوكيو الذي تم تدميره بالكامل ولم يمض زمن طويل حتى أعاد اليابانيون بنا المدن ولكن بشوارع عريضة وأبنية مقاومة للهزات الأرضية والحرائق وتطورت الهندسة الزلزالية لبناء المدن بشكل واسع بعد هذا الزلزال في اليابان وفي أنحاء العالم المختلفة.

 

7) زلزال شيلي 1960 :- 

يعتبر أقوى زلزال سجل على سطح الأرض في العصر الحديث ، وقد بلغ طول الصدع الذي انزاحت جوانبة 1600 كيلومتر، وبلغ عرض المنطقة المتصدعة 160 كيلومتراً ، وهي أكبر أبعاد عرفت حتى الآن .

وقد قدرت قوته وقت حدوثه 5,8 درجة بمقياس رختر (الذي عرف بأنه قاصر في التعبير عن قوى هذه الزلازل الهائلة القوة) وقد قدر عزمه(seismic moment)  حديثاً ب 2,5 × 3010 داين. سم ، وهو أكبر عزم عرف زلزال حتى الآن.

وقد أدى هذا الزلزال إلى حدوث موجات بحرية زلزالية (تسونامي) بلغ ارتفاعها في شيلي حوالي ستة أمتار، حيث حطمت كثير من البيوت واستمرت هذه الظاهرة لفترة عدة ساعات في هيئة موجات متلاحقة.

 

كما انتشرت موجات التسونامي في المحيط الهادي بأسره، وأثرت في مجموعة جزر هاواي وتحطمت جزيرة هيلو تماماً ، واندفعت الأمواج بعد ذلك إلى أقصى الغرب نحو اليابان حيث وصلت إلى هناك بعد حوالي 24 ساعة من حدوث الزلزال.

وقد تم التنبؤ بموعد وصولها إلى الشواطئ اليابانية وبالرغم من ذلك فقد أدت موجات تسونامي إلى حدوث خسائر هائلة في الموانئ والمنشآت الشاطئية .

وقد أدى حدوث الزلزال أيضاً إلى تنشيط أحد البراكين الخامدة في شيلي حيث بدأ نشاطه الجديد بعد 48 ساعة من حدوث الزلازل.

 

8) زلزال ألاسكا 1964 :- 

يعد ثاني أقوى زلزال بعد زلزال شيلي حيث قدرت قوته ب 8,4 درجة بمقياس رختر وبلغت قيمة عزمة  7,5 × 1029 داين . سم وهو ثاني أكبر عزم معروف بعد زلزال شيلي.

وقد بلغ طول الصدع الذي سبب هذا الزلزال وتمت عملية الحركة ب 800 كيلومتراً بامتداد جزر اليوشن بدءا من آلاسكا ، وبلغ عمق الجزء المتصدع حوالي 30 كيلومتراً وبلغت الإزاحة الرأسية من6 إلى 10 أمتار .

وقد تسبب هذا الزلزال في تسيل التربة في بعض مناطق آلاسكا نتيجة اندفاع الماء الجوفي كذلك في حدوث انهيارات جليدية وأرضية . كما أدى الزلزال إلى حدوث موجات زلزالية بحرية (تسونامي) أثرت في شواطئ آلاسكا.

 

9) زلزال تانجشان الصين 1976 :- 

يعتبر ثاني أكبر الزلازل من حيث عدد القتلى بعد زلزال شينسي عام 1556 (الصيني أيضاً) وقد تسبب في التدمير الكامل لمدينة تانجشان الصناعية التي تبعد عن بكين العاصمة بحوالي 150 كيلومتراً .

ومن المعروف أنه قبل عام ونصف تقريباً من زلزال تانجسان حدثت أول وآخر محاولة ناجحة للتنبؤ والإنذار بالزلازل .

وعلى الرغم من هذا التنبؤ الناجح بزلزال هايشنج الذي وقع في 4 فبراير 1975 ،إلا أن دارسي علم الزلازل في الصين لم يتمكنوا من التنبؤ بزلزال تانجشان عام 1976 والذي أدى إلى مقتل حوالي ربع مليون نسمة ، وهذا يؤكد أن علم التنبؤ بالزلازل لم يصل حتى الآن إلى كونه حقيقة علمية واضحة ومحددة المعالم والنتائج.

 

10) زلزال المكسيك سبتمبر 1985 :- 

يعتبر هذا الزلزال أوضح مثال على الدور المهم والخطير الذي تلعبه التربة في تضخيم طاقة الموجات الزلزالية ، وبالتالي تضخيم القوى الزلزالية في مواقع التربة الرخوة.

فعلى الرغم من أن مركز الزلزال يبعد عن مدينة المكسيك بحوالي 370 كيلومتراً إلا أن الدمار فيها كان شديداً وخصوصاً في المنشآت المرتفعة.

 

وقد تضافرت عدة عناصر في إحداث هذا التضخيم الذي أحدث هذا الدمار وهي :-

(أ) قوة الزلزال التي بلغت 8,1 درجة.

(ب) الخواص الاهتزازية للتربة الرخوة في بعض مناطق مدينة المكسيك.

(ج) توافق التردد الطبيعى للمنشآت المرتفعة في المدينة مع التردد الطبيعي للتربة الرخوة مع التردد السائد للموجات الزلزالية في مدينة المكسيك .

كل هذه العناصر مجتمعة أدت إلى حدوث ما يسمى بظاهرة الرنين والتي أدت إلى تضخيم طاقة الموجات الزلزالية مما أدى إلى الدمار الشديد وخصوصاً بالمنشآت المرتفعة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى