البيولوجيا وعلوم الحياة

نبذة تعريفية عن العالم “بول نيرس” ومحاولاته في تعقب جين السرطان

2006 وجدتها

ريتشارد بلات

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العالم بول نيرس السرطان جين السرطان البيولوجيا وعلوم الحياة

عندما يهاجم السرطان، تفقد أجسامنا القدة على التحكم في نمو الخلايا.

وتتكاثر الخلايا السرطانية مشكلة ورماً قاتلاً.

ولإيجاد طريقة للتحكم في نمو الخلايا – وربما إيجاد علاج للسرطان – لم يقم الباحث بول نيرس بدراسة الجسم البشري، بل قام بدلاً من ذلك، في العام 1974 بدراسة الخميرة، وهي الكائن العضوي الدقيق الذي يجعل البيرة تفور.

 

ولكن من هو بول نيرس؟

ولد بول نيرس في أنجلترا في العام 1949 وبدأ اهتمامه بالعلوم عندما أعطي مقراباً ( تليسكوباً) كهدية في عيد ميلاده الثامن.

واستخدمه لينظر إلى أول سفينة فضاء، سبوتنيك2 . ولإعجابه بالطيور والنباتات اتجه في دراسته الجامعية إلى علوم الأحياء ، ثم تخصص في علم الخلية .

 

جين السرطان

قام بول، كعلماء آخرين كثيرين ، بدراسة الحامض النووي، الموجود في معظم خلايا الجسم البشري، والذي يشبه السلم الملتوي.

وتسمى المجموعات المشكلة لدرجات هذا السلم بالجينات، وتشكل معاً مخططاً لبناء الكائن البشري، ولذلك يطلق على الحامض النووي اسم " الشفرة الجينية" .

 

فهناك على سبيل المثال جين للعيون البنية، وآخر للشعر الأحمر. وكان نيرس يبحث عن الجين الذي يتحكم في نمو الخلايا.

على أن محاولة تمييز ذلك الجين – وكيف يعمل – لم تكن بالمهمة اليسيرة، ذلك أن عدد الجينات البشرية يبلغ 400000 جين.

 

وفي العام 1974 واتته فكرة من الممكن أن تيسر عمله في هذا المضمار، ما هي الكائنات الأخرى التي تعتمد على نفس الجين في التحكم في نمو الخلايا؟

ربما أمكنه بدراسة كائن أبسط أن يقف على ما يحدث في الخلايا البشرية. واختار نيرس الخميرة، حيث يوجد في ذلك الكائن العضوي الدقيق شفرة جينية أبسط ثمانين مرة من الحامض النووي البشري.

 

لحظة الإلهام لدى نيرس

عندما بدأ نيرس العمل كانت الفكلاة تبدو غريبة، بل إنه هو نفسه يعترف بأن فرص النجاح كانت ضئيلة.

على أنه في بداية الثمانينات عثر فريقه على الجين الذي يحكم نمو الخلية في الخميرة، وأطلقوا عليه اسم سي دي سي2.

وسرعان ما وقفوا على هيكله التركيبي. وباستمرار عمل نيرس تزايد عدد من يعتقدون بأنه قد يكون على حق.

 

وجاء الاختبار النهائي في العام 1987، عندما عثر على جين سي دي سي2 في الحامض النووي البشري، على أن التعرف إلى تركيبه كان بطيئاً وشاقاً، وتمخض عنه تلال من المعلومات التي لم تكن تعني الكثير حتى تم تحليلها بواسطة الحاسوب.

وأخيراً تم استكمال العمل المختبري، وكان كل ما تبقى هو ترك الحاسوب يعالج الأرقام، وعندما خرجت النتائج ، حملق نيرس مندهشاً في شاشة الحاسوب.

 

وجدتها! لقد كان الأمر كما تنبأ به تماماً، فقد كان جين الخميرة والجين البشري متماثلين تقريباً. خرج نيرس من مختبره يعدو فرحاً عبر ممرات المبنى ناشراً الأخبار المثلجة للصدر.

 

ماذا حدث بعد ذلك؟

تواضعاً، لم يطلق نيرس على عمله فتحاً جديداً، على أنه كان من الأهمية بمكان أن أهله للحصول على جائزة نوبل بالمشاركة في العام 2001، وهي أرفع جائزة علمية .

على أن أبحاث نيرس لن تؤدي إلى علاج فوري للسرطان، ولكنها تقدم للعلماء طريقة جديدة قيمة لدراسة المرض.

 

وبالرغم من مرور العديد من سنوات البحث. فما زلنا لا نعرف عن السرطان سوى القليل.

ويأمل العلماء أن تساعدهم لحظة الإلهام تلك التي أوتيها نيرس على كشف الكيفية التي تنقسم بها خلايا السرطان خارجة عن السيطرة، وأن يوقفوا نموها دون التأثير سلباً في الأعضاء السليمة.

 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى